قرية عربية تقع على بعد 49 كم شمال شرق مدينة غزة*، في أقصى الحدود الشرقية للقضاء، وفي الطرف الشرقي من السهل الساحلي* بالقرب من أقدام جبال الخليل*.
واسم القرية يتناسب وطبيعة الأرض التي قامت عليها. فالعراق جمع عرق وهو الجبل الصغير، فأرضها متموجة بالتلال*. ويمر بالقرية وادي فتالة أحد الروافد الرئيسة لوادي المحور القادم من الفالوجة*. والقرية حديثة النشأة، قدم سكانها من قرية العراق المجاورة إلى هذا الموضع الجديد، طلباً للمياه، وللحماية الطبيعة، فهو مرتفع 125 م عن مستوى سطح البحر. وقد أعطوا القرية الجديدة الاسم القديم نفسه مع إضافة كلمة المنشية أي المنشأة، للدلالة على حداثة النشأة.
مخطط القرية دائري شعاعي، فشوارعها الداخلية تتفرع من شارعين متعاملين، يمثلان قلب القرية. وقد امتدت القرية كلها شرق وادي فتالة، واتجه نموها العمراني إلى الشرق في محاذاة طريق بيت جبرين – الفالوجة. وقد أخذ العمران يتجه، قبل عام 1948، اتجاهاً شمالياً نحو تل الشيخ أحمد عريني، حتى أصبحت مساحة القرية 168 دونماً.
تبلغ مساحة أراضي عراق المنشية 17.901 دونم، منها 406 دونمات للطرق والأودية، و3.468 دونماً كان يملكها اليهود وقد كان لوقوع عراق المنشية عند أقدم جبال الخليل أثر في كثرة الينابيع والآبار*، ولا سيما على خط التقاء السهل بالجبل. وتعمق آبارها بين 15 و22م، وهي تقدم مع الينابيع مياها غزيرة عذبة، كان قسم كبير منها يذهب سدى دون أن يستغل في الزراعة المروية استغلالاً جيداً. وتسود المنطقة زراعة الحبوب* والأشجار المثمرة، وتربى أعداد كبيرة من الحيوانات والدواجن.
نما عدد سكان القرية من 1.132 نسمة سنة 1922 إلى 3.010 نسمات سنة 1945، وقدر عددهم عام 1948 بنحو 2.800 نسمة. وكان معظمهم يعمل في الزراعة* والرعي*، وبعضهم في صناعة البسط الصوفية، لتوافر الأغنام الكثيرة في المنطقة. وتعتمد عراق المنشية على الفالوجة اعتماداً كبيراً في معظم شؤونها. وقد ضمت القرية مسجدين ومدرسة للبنين.
في حرب 1948* حاضر اليهود حامية من الجيش المصري في عراق المنشية، ولكن الحامية انسحبت بعد اتفاقية الهدنة. وقام اليهود بعدئذ بهدم القرية، وبنوا مكانها مصنعاً ضخماً لتكرير السكر تابعاً لقريات جت المدينة الصهيونية التي أنشئت بين الفالوجة وعراق المنشية، وضمت أجزاء من أطراف القريتين.
كذلك أصبحت القرية نقطة مواصلات هامة عندما مر بها خط السكة الحديدية الذي يربط بئر السبع* بشمال البلاد. لذلك أقام الصهيونيون على أراضي عراق المنشية مجموعة من الثكنات العسكرية للحماية، وبنوا أيضاً عدداً من المستعمرات الأخرى بالإضافة إلى “قريات جت” هي: “جت، وسده موشه، وشحاريه”.
المراجع:
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج1، ق2، بيروت 1966