واحد من قادة ثورة 1936 – 1939*. ولد في قرية سيلة الحارثية* قضاء جنين وتلقى دراسته الأولية في مدرستها. واشتغل في الزراعة لبعض الوقت، ولكنه اضطر إلى الانتقال إلى مدينة حيفا* حيث عمل في السكة الحديدية.
تعرف في حيفا على الشيخ عز الدين القسام* وأعجب به فانضم إلى حلقته واشترك في معركة اخحراج يعبد (رَ: ثورة 1935) التي استشهد فيها القسام مع نفر من أصحابه. وقد استطاع أبو درة أن يفلت من الطوق الذي ضربته القوات البريطانية حول الأحراج، بعدما رأى استحالة المقاومة واختفى عن الأعين بعض الوقت.
وحين بدأت الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936 التحق أبو درة بها تحت قيادة الشيخ عطية أحمد عوض* قائد منطقة جنين فقام وأصحابه من المقاتلين في المنطقة الممتدة ما بين جنين وحيفا بمهاجمة المستعمرات والقلاع الصهيونية ونسف الجسور ونصب الكمائن للقوات البريطانية والصهيونية. وعندما استشهد الشيخ عطية في معركة اليامون تولى أبو درة قيادة المعركة التي حقق فيها الثوار الانتصار. ثم أوكلت اليه قيادة المنطقة خلفا للشيخ عطية وأصبح واحد من خمسة يقودون الثورة في فلسطين. وشارك في الرد على بيان وزير المستعمرات البريطاني المتعلق بسياسة االبريطانية في فلسطين اثر صدور تقرير لجنة وودهود*. وقد جاء في ختام ذلك الرد المؤرخ في 3/12/1938 بعد تفنيد البيان البريطاني: “هذا، وسيظل المجاهدون يكافحون قوى السلطة الغاشمة مستميتين غير متراجعين، إلى أن تنال الأمة العربية في فلسطين حقوقها كاملة غير منقوصة”.
شارك في اصدار بيانات أخرى لقيادة الثورة منها بيان مؤرخ في 6/12/1938 بين مدى قوة الثورة ويؤكد أن “الثورة ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه القاء الرعب والقلق في نفوس الناس، أو سلبهم أموالهم، أو محاولة الانقسام والكيد الشخصي للايقاع بهم، وستعاقب الوشاة والدساسين بأشد أنواع العقاب”.
كان يوقع بياناته بلقب “المتوكل على الله يوسف سعيد أبو درة”. وقد بلغ اسمه وتمكن منذ خريف سنة 1937 أن يمد سيطرته من منطقة جنين إلى قضاء الناصرة ومنطقة حيفا، فكانيتنقل مع مطالبه في تلك المنطقة الواسعة من معركة إلى اخرى. ومن كبريات المعارك التي خاضها معركة أم الزينات في منطقة الكرمل (28/11/1938). وقد كان عدد مقاتليه فيها بضع عشرات وعدد الجنود البريطانيين يتجاوز الألف تؤازرهم 13 طائرة. وأسفرت المعركة عن استشهاد خمسة من الثوار ومقتل عشرات الجنود البريطانيين. وقد سرت شائعة اثرها عن استشهاد أبو درة فأصدر بيانا وصف فيه المعركة وختمه بقوله:
“هذا، واني أعلن الا صحة مطلقة للاشاعة القائلة اني، أنا يوسف سعيد أبو درة، قد أصبت بضرر ما، فأنا لا زلت بحمد الله أتمتع بالصحة والعافية، وأعاهد الله والرسول على مواصلة الكفاح الى النهاية حتى تصل الأمة إلى ما تصبو اليه، أو يقضي الله أمرا كان مفعولا”.
هاجم مع رجاله سجن عتليت المحصن فاقتحمه وحرر سجناه. وقد طوقه الجنود البريطانيون أكثر من مرة فكان يتمكن من الافلات منهم. وهو الذي أرسل أحد ثواره فقتل “موفت” حاكم جنين ومساعد حاكم لواء نابلس وهو في مكتبه.
ولما توقفت الثورة في أيلول سنة 1939 انسحب إلى دمشق ثم إلى الأردن، فاعتقلته وهو في الطريق دورية من الجيش الأردني واحتجز لفترة في الكرك ثم سلمه الجنرال غلوب إلى سلطة الانتداب البريطاني التي حكمت عليه بالاعدام. وقد نفد فيه الحكم في القدس في 30/9/1939.
المراجع:
- مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج3، ق2، بيروت 1971.
- أكرم زعيتر: وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية (1918-1939)، بيروت 1979.