ولد في معين أبو ستة من قضاء بئر السبع* التي تبعد عن خان يونس* 8كم جنوباً. وتربى في كنف عمه الشيخ حسين دهشان أبو ستة بعد وفاة والده. وتعلم في مدرسة أبو ستة، ثم ألحقه عمه بمدرسة الروضة* في القدس*، التي كانت تسمى “مدرسة الوطنية” وأكمل فيها تعليمه الثانوي. لكنه ما لبث أن اشترك في ثورة1936* وكان قائداً للقطاع الجنوبي من فلسطين، وكون فريقاً من المجاهدين من قبيلته (الترابين) من خان يونس وغزة* والخليل*، ونسفوا القطارات البريطانية بين خان يونس ورفح* وهاجموا قوافلهم في أماكن عديدة. وفي صيف 1948 تحالف هؤلاء المجاهدين مع إخوانهم في الخليل بقيادة عبد القادر الجيلاني*، وهاجموا مدينة بئر السبع واحتلوها لمدة عام، أقاموا فيها حكماً عربياً خالصاً يشمل معظم جنوب فلسطين. وفي صيف 1939 عادت الحكومة البريطانية وبسطت سلطتها على المنطقة، وطاردت المجاهدين القبض عليهم وإعدامهم فلجأ إلى مصر مع قادة آخرين.
وبسبب رغبة بريطانيا في استرضاء العرب أثناء حربها مع ألمانيا، سمحت للاجئين السياسيين في مصر بالعودة، فرجع إلى الوطن عام 1942، وأعاد تنظيم الدفاع عن جنوب فلسطين من الخطر الصهيوني، وعينته الهيئة العربية العليا قائداً لحركة النضال في قضاء بئر السبع بأكمله، تابعاً للواء سليمان عبد الواحد سبل باشا الذي عينته الجامعة العربية قائداً عاماً للجبهة الجنوبية (بئر السبع وغزة والخليل)، وقواته من المتطوعين العرب والفلسطينيين، وكانت أهم القوات وأكثرها فعالية هي قوات الإخوان المسلمين.
قام الشهيد بغارات على المستعمرات الصهيونية في جنوب شرق خان يونس وشرق بئر السبع وعلى طريق بئر السبع وغزة مع إخوانه من أبناء قبائل بئر السبع.
وفي 14/5/1948 قابل عبد الله أبو ستة أحمد المواوي قائد القوات المصرية في الشيخ زويد استعداداً لدخول فلسطين، فعرض عليه قواته المؤلفة من أكثر من مائة من المناضلين بأسلحتهم، فرفض المواوي الاستفادة منهم حتى لاستخدامهم إدلاء للتعريف بالبلاد. وصادر الجيش المصري بعد ذلك أسلحة المناضلين في بئر السبع وغيرها.
وبعد الهزيمة كون عام 1951 تنظيم سياسي للدفاع عن حقوق اللاجئين باسم “اللجنة التنفيذية لمؤتمر اللاجئين” وكان سكرتيرها العام. وحضر بهذه الصفة مؤتمرات دولية في آسيا وأفريقيا وقابل وزراء الخارجية العرب، وحارب مشاريع التوطين التي حاولت أمريكا تمريرها عن طريق وكالة الغوث (الأونروا*).
وفي عام 1962 أصبح عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني الذي أنشىء بعد صدور نظام دستوري جديد لقطاع غزة في 5/3/1962، وكان له دور مميز في تحويل المجلس إلى مؤسسة وطنية مستقلة فاعلة. وفي عام 1965 عين مديراً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية* في قطر وبقي هناك حتى عام 1968 حين عاد إلى الانخراط في النضال الوطني وحركة الفدائيين بعد عودتها إلى الظهور تحت قيادة منظمة التحرير بعد هزيمة 1967. وتسلم مهمة التنظيم الشعبي في الأردن لما له من تاريخ ومصداقية ونفوذ. وقد أقلق هذا أعداء الحركة الوطنية فاغتيل في ظروف مؤلمة في جرش في تشرين أول/ أكتوبر 1970.