قرية عربية تبعد 43 كم شمال شرق مدينة غزة*. و13كم شرق مدينة المجدل*، و5 كم شرق جولس* و3كم جنوب السوافير*. وترتبط في الآخيرتين بطريقين فرعيتين تتصلان بطريق المجدل – المسمية – القدس الرئيسة المعبدة.
نشأت عبدس على أنقاض قرية “حداشة” الكنعانية، في رقعة منبسطة من سهل فلسطين الساحلي*، ترتفع قرابة 75م عن سطح البحر. وتضم بعض الآثار، مثل أساسات بيوت قديمة وخزانات مياه وبئر وقطع معمارية. تقع خربة عجس في الجنوب الغربي منها، ويمر وادي عبدس في طرفها الشرقي، ثم يلتقي، بعد أن يتجه شمالاً، بوادي قريقع عند السوافير، ويسير الأخير بعدئذ في طريقه إلى وادي الجوف، فوادي صقرير*.
كانت عبدس تتألف من مجموعة مساكن مندمجة في شكلها العام. ومبنية من اللبن، وتفصل بينها أزقة ضيقة. وفي السنوات الأخيرة من الانتداب امتدت المساكن في محاور صغيرة تحاذي الطريق الفرعية الثلاث التي تربط عبدس بطريق المجدل – القدس. أي أن امتداد القرية سار في اتجاهات ثلاثة نحو الشمال والشمال الغربي والغرب، وأصبحت مساحة القرية نحو 18 دونماً.
بلغت مساحة الأراضي التابعة لعبدس 4.593 دونماً، منها 100 دونم للطرق والأودية، ولم يملك اليهود فيها شيئاً. واشتهرت عبدس بإنتاج الحبوب كالقمح والشعير والذرة والعدس. كما أن الأهالي كانوا في آخر أيام سكناهم في القرية بغرس الأشجار المثمرة، وحصلوا على إنتاج مرتفع من العنب والمشمش والبرتقال والزيتون، وبخاصة في الأراضي الزراعية الممتدة إلى الشمال الغربي من القرية. وتعتمد زراعتها على مياه الأمطار التي يبلغ متوسطها السنوي 400مم. وبالرغم من توافر المياه الجوفية في الجهة الغربية من عبدس، كان عدد الآبار* قليلاً. وكان الأهالي يحصلون على مياه الشرب من بئر عبدس التي يصل عمقها إلى 55م.
يرجع بعض أهل عبدس في أصولهم إلى بقايا الصليبيين الذين استعربوا واستقروا في هذه القرية. وقد بلغ عددهم في عام 1922 نحو 319 نسمة، ازداد إلى 425 نسمة في عام 1931، وكانوا يقيمون في 62 بيتاً. وقدر عدد سكانها بنحو 540 نسمة في عام 1945، وفي عام 1948 تعرضت عبدس للعدوان الصهيوني الذي شرد أهلها ودمرها تدميراً كاملاً.
المراجع:
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج1، ق2، بيروت 1966.