بدعم من الجمعية الأمريكية لمساعدة لاجئي الشرق الأدنى، التي كان يترأسها الدكتور جون ديفر، المفوض العام السابق لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين* (الأونروا)، استطاع فرانك ماريا، أن يقيم تجمعاً. ويعقد مؤتمراً للأمريكيين يوم 27/1/1971 من أجل تحقيق العدالة لعرب فلسطين، وذلك استناداً إلى خطة كان قدمها إلى الجمعية الأمريكية لمساعدة لاجئي الشرق الأدنى، غايتها رفع مستوى الاعتمادات المالية. وتنشيط الاعلام بالنسبة إلى الظلم الذي حل على الشعب الفلسطيني. وقد تم تكليف الكاتدرائية الوطنية رعاية هذا الحدث الهام. وأخذ فرانك ماريا يعمل خلال ستة أسابيع مخططاً ومدير برامج لتحقيق نجاح هذا المؤتمر العالمي.
رعى المؤتمر مجموعة من خمسين من القيادين في الدولة، ومن رجال الأعمال، ومن الدبلوماسيين، ومن المثقفين والأطباء والعاملين في الاعلام، ومن رجال الدين والمجتمع. وكان بين هؤلاء الأمريكيين الخمسين أناس من ذوي السلطة وأصحاب النفوذ وكذلك العديد من رجال الدين ذوي المراتب العالية (أرثوذكس وبروتستانت وكاثوليك) والعديد من أعضاء مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة. وكانت رعاية المؤتمر على مستوى عالمي. وشارك فيها ممثلون من الأديان الثلاثة: المسيحية واليهودية والإسلام. كان كريستوفر ميهيو عضو البرلمان البريطاني، المتحدث الرئيس في الاجتماع، وقد وصف إسرائيل بأنها “دولة عنصرية” وألح في طلب العدالة للفلسطينيين على أنها الطريق للسلام في البلاد المقدسة.
كان الهدف من هذا الاجتماع العالمي، تلمس العدالة لثلاثة ملايين مسلم ومسيحي فلسطيني في وطنهم الأرض المقدسة، باعتبارهم ضحايا بريئة لاعتداء وتمييز، جعلا منهم شعبا مجتثاً من أرضه، وبلا وطن. وكان الهدف الآخر من الاجتماع، حث حكومة الولايات المتحدة على تضمين مشروع السلام الأوسط (مشروع روجرز* وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية) الجزء المعقود فيه، وهو الاعتراف بالحقوق الثابتة للفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وإشراكهم في محادثات السلام. وقامت وسائل الاعلام المحلية والدولية وابلاغ العالم هذا اللقاء التاريخي.
أما الاثر الايجابي لهذه الدعوة التي تمت عن طريق هذا الاجتماع الديني العام. طلبا للعدالة للشعب الفلسطيني، فيلحظ في رد الفعل المضطرب الذي ظهر على جماعة الضغط الصهيوني (اللوبي) في اتهام كثيرين من رعاة الاجتماع والمشاركين فيه، “بالعداء لإسرائيل”، وبابتداء الأسى والأسف بالنسبة إلى كثيرين من القادة المسيحيين ومن الزعماء السياسيين البارزين، الذين وافقوا على استخدام نفوذهم، لمثل هذا البرنامج، الذي اتهم بالتحيز إلى جانب واحد. فقد اتهم الحاخام مارك تانبوم، المدير الوطني لشؤون العلاقات المتبادلة للجنة الأمريكية اليهودية، أبرشية أنطاكية وفرانك ماريا رئيس دائرة الأبرشية لشؤون الشرق الأوسط وشؤون اللاجئين العرب، بأنهم المحركون الأساسيون لهذا التحيز. كما أن أرنولد فورستر، المستشار العام لرابطة مناهضة التشهير* ومن جماعة بني بريث*، اتهم فراك ماريا بأنه هو، صاحب الدور الأساس في التخطيط والتنفيذ، وقال “إذا كان لجهاز الدعاية المؤيد للعرب، والمعادي لإسرائيل في الولايات المتحدة يوما ما، أن يجعل رسالته تبدو في أبهى حالة لها وفي هيبة واعتبار، فإنه قد فعل ذلك في واشنطن في 27 كانون الثاني 1971”.
في كانون الأول 1970 تقدم فرانك ماريا بوصفه رئيساً لدائرة شؤون الشرق الأوسط وشؤون اللاجئين العرب، ورئيساً للجمعية الوطنية الأمريكية العربية لانتخاب الرئيس نيكسون عام 1968، تقدم بمذكرة إلى الرئيس المذكور حثه فيها على القيام بمبادرة الاعتراف بالشعب الفلسطيني، والتمهيد لاشتراكه في المحادثات من أجل إحلال السلام في الأرض المقدسة. ويعتقد أن عقد مؤتمر “نداء العدالة لشعب الأرض المقدسة” في 27/1/1971 والمذكرة التي رفعت إلى الرئيس نيكسون، قد أسهما في تبديل رسالة الرئيس الاتحادية الموجهة إلى مجلس الشيوخ (شباط 1971)، والتي اثار فيها إلى الفلسطينيين – للمرة الأولى – “كشعب” وليس “كلاجئين”.