من علماء عكا ومؤرخيها الذين اجتذبهم الغرب إليه في مطالع القرن الماضي. وكان أحد أخوين اثنين برزاً من أسرة الصباغ بعد جدهما الطيب ابراهيم.
ولد ميخائيل في عكا* ونكبت أسرته وهو في السنة الولى من عمره فانتقل مع أبيه إلى دمشق حيث قضى حداثته ودرس وكلف بالآداب واللغة. ثم سافر إلى مصر ودرس فيها سنة 1790م. وقد يرجع إلى عكا سنة 1794م وزار صور وغيرها قبل أن يعود مرة أخرى إلى مصر ليتابع الدراسة على شيوخها من المسلمين والأقباط.
ونزلت الحملة الفرنسية* مصر سنة 1798م فقدمه صديقه ألبوس بقطر ترجمان قائدها نابليون إلى علماء الحملة ورجالها الذين استخدموه في التأليف والكتابة. ولما انسحبوا من مصر سنة 1801م عرضوا عليه أن يرافقهم إلى باريس ففعل. واتصل هناك بالبارون دوساسي المستشرق الفرنسي المعروف فساعده على العمل في التدريس والتأليف ونسخ المخطوطات العربية، وعلى التعرف بالمستشرقين والطلاب الذين اجتذبهم ميخائيل بنشاطه ومعلوماته وخدماته. وقد نسخ نيفا وستين مخطوطة من أمهات الكتب الأدبية، كما عمل في المطابع الفرنسية الرسمية وصار المسؤول عن المخطوطات الشرقية في المكتبة الوطنية. وكان له نظم ضعيف بقوله في المناسبات. وإلى هذا كله وضع عدة مؤلفات منها كتاب في الحمام الزاجل أسماه سعاة الحمام (طبع في باريس سنة 1805) وأهداه الى نابليون، وكتاب الرسالة التامة في كلام العامة (باريس 1812)، والمناهج في أحوال الكلام الدارج (استراسبورغ 1886)، وكتاب في العروض والزجل والموشح (طبع)، وكتاب تاريخ ظاهر العمر الزيداني (طبع في حريصاً سنة 1926) وترك مخطوطات أخرى منها تاريخ لقبائل البادية، وتاريخ بلاد الشام ومصر، ورسالة في تاريخ أسرته، ومختصر تاريخ طائفة الروم الكاثوليك. وقد آل جانب من مخطوطاته وكتبه إلى مكتبة بلدية ميونخ التي اشترتها ضمن مكتبة المستشرق الفرنسي كاترمير.
وأعمال ميخائيل ومؤلفاته تقدم نموذجاً لاهتمامات رجال العلم والمعرفة في عصره بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين. كما كان قبوله في باريس نتيجة الاهتمام الغربي الاستعماري آنذاك بمعرفة المشرق الاسلامي. توفي ميخائيل الصباغ في باريس، وكان من الفقر بحيث لم يترك ما يقوم بجنازته.
المراجع:
- لويس شيخو: الآداب العربية في القرن 19، بيروت 1908.
- جرجي زيدان: تاريخ آداب اللغة العربية، القاهرة 1937.