هو محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن ابراهيم بن محمد الخطيب التمرتاشي الغزي الحنفي. كانت ولادته ووفاته في غزة. وترتد أصوله الأولى على ما يقول البقاعي في مراصد الاطلاع إلى تمرتاش وهي من قرى خوارزم.
بدأ دراساته العلمية الأولى في غزة* على شيخه الشمس بن محمد المشرقي مفتي الشافعية فأخذ عنه أنواع الفنون. ثم رحل إلى القاهرة مرات متتابعة كان آخرها سنة 998هـ. وتفقه فيها على بعض العلماء المحققين حتى إذا عاد إلى غزة قصده الناس متعلمين ومستفتين فكان رأس الفقهاء الحنفية في عصره.
أجمل المحبي صفاته فقال عنه: “كان إماماً كبيراً، حسن السمت، قوي الحافظة، كثير الاطلاع”. وأوجز الحديث عن مكانته فقال: “وبالجملة لم يبق من يسايره في الرتبة”.
ومن الجوانب البارزة في حياته العلمية اقباله على التأليف. وقد وصف مترجموه تآليفه بأنها التآليف المتقنة وعددوا منها الكثير. وكان بعضها كتباً وبعضه رسائل، بعضها في الأصول وبعضها في الفروع. وأكثرها لا يزال مخطوطاً.
ويبقى أظهر مؤلفاته “تنوير الأبصار وجامع البحار” المرجع الهام لدراسة الفقه الحنفي وشرحه والافتاء فيه.
قال عنه المحبي: “ورزق فيه السعد، واشتهر في الآفاق، وهو من أنفع كتبه”. وقد تعاقب على شرحه العلماء، وأولهم علاء الدين الحصكفي مفتي الشام (1015-1088هـ) الذي سمى شرحه الموجز: “الدر المختار في شرح تنوير الأبصار”. وبعد الحصكفي جاء ابن عابدين، وهو محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز ابن أحمد ( 1198- 1252هـ) فكتب حاشية على الكتاب سماها: “رد المحتار على الدر المختار في شرح تنوير الأبصار”. ثم أتم هذه الحاشية بعده ابنه علاء الدين المعروف أيضاً بابن عابدين (1244-1306هـ) وسمى عمله: “قرة عيون الأخبار لتكملة رد المحتار على الدر المختار في شرح تنوير الأبصار”. وما يطلق عليه الآن حاشية ابن عابدين هو مجموع حاشيتي ابن عابدين الأب والابن. وتضم هذه الحاشية كل ما حرره العلماء الذين تعاقبوا على “التنوير”.
محمد بن عبد الواحد المقدسي: رَ: آل قدامة