اسم سامي معناه “قدير أو أسود” وهو الابن الثاني لاسماعيل* كما أنه اسم لقبيلة مشهورة عربية استوطنت حوران وضواحيها في جنوبي بلاد الشام وشمالي الحجاز.
وتصف التوراة* القيدارية بأنهم سكان بادية يعيشون في خيام سوداء، وقد استوطن بعضهم قرى غير مسورة. وهم رعاة أصحاب مواش يجوبون بها المناطق الرعوية ويصلون إلى مدينة صور ليتاجروا هناك. وقد عبدت قيدار الأوثان ذاتها التي عبدها العرب قبل الاسلام. وهناك إشارات كثيرة إلى هذه الأصنام في النصوص الأثرية وفي التلمود البابلي.
كان يحكم قيدار أمراء لهم معاملات تجارية معروفة. كما أن القيداريين محاربون أشداء اشتهر منهم رماة السهام. وقد أصبح لهم مركز مهم ومجد تليد في الشرق القديم، ولا سيما في فلسطين وجنوبي سورية. ويبدو أن قبائل القيداريين البدوية الرعوية لم تستقر لفترة طويلة في مكان معين، بل جابت المنطقة الواسعة الممتدة بين شرقي مصر وفلسطين وشرقي الأردن بحثاً عن الماء والكلأ. وفي رواية تاريخية أن قيدار كانت لا تزال في المنطقة الواقعة شرقي مصر في القرن الخامس قبل الميلاد.
وفي النصوص الأشورية من القرن السابع قبل الميلاد أن كلمة قيدار ترادف العرب، فكان حزائيل ملك قيدار يسمى ملك العرب كذلك. وقد استطاع سنحاريب الأشوري الانتصار على حزائيل القيداري وسلب كثيراً من الأوثان العربية التي عبدها القيداريون.
وقد حاول الملك القيداري أمورلاري مهاجمة مناطق النفوذ الأشورية في فلسطين وسورية. ولكن أشور بانيبال (668-633 ق.م.) دحره ورده على أعقابه. وكان الأسرى العرب في حملة أشور بانيبال يسمون القيداريين. كما حمل الأشوريون الكثير من الغنائم التي تعد من منتجات جزيرة العرب. وتجاه ضغط الأشوريين تحالفت قيدار مع الأنباط*.
ولما جاء نبوخذ نصر (605-562 ق.م.) إلى الحكم في العراق أخضع قيدار واحتل أغلب المراكز التجارية التي كانت خاضعة لها.
ومن ملوك قيدار العظام جشم العربي*. وتشير النصوص الآرامية من القرن الخامس قبل الميلاد إلى أنه استطاع أن يمد نفوذ هذه القبيلة العربية من شرق مصر حتى شرق الأردن، بما في ذلك فلسطين.
المراجع:
- الطبري: تاريخ الرسل والملوك، ليدن 1819-1881.
- جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، بيروت 1968.
- جورج بوست: قاموس الكتاب المقدس، بيروت 1971.
- Montgomery, J.A.: Arabia and the Bible, Philadelphia
- Abel, F.M.: Geographie de la Palestine, Paris 1933.