ولد بنابلس *، وتوفي أبوه وهو صبي، فرعاه عمه الفقيد العالم المؤلف المربي الشيخ محمد زعيتر. بعد اتمام دراسته الابتدائية، تلقى علوم العربية والفقه على أشهر علماء نابلس ونال إجازة التدريس من أستاذه العالم الشيخ موسى صوفان القدومي.
عين مدرساً في المدرسة الرشيدية بنابلس. واشترك واخوانه في تأسيس ما دعاه “بالجمعية” لمقاومة استبداد الحكومة وذوي النفوذ العائلي الاقطاعي، ولقيادة الحركة الشعبية في المنطقة.
شغر الافتاء بنابلس فترشح له، ولكن الحكومة العثمانية عارضت تعيينه في ذلك المنصب.
حين عين في محكمة الحقوق كتب لابنه عادل الطالب في استنابول معاهداً نفسه على “إحقاق الحق وقمع التزوير”.
انتخب عضوا في المجلس البلدي، فعضوا في مجلس إدارة نابلس سنة 1914، ثم انتخب عضواً ممثلاً لنابلس في المجلس العمومي لولاية بيروت سنة 1915 (رَ: الإدارة). وكان المجلس العمومي أشبه بمجلس نيابي للولاية، وقد تألف بعد إعلان الدستور العثماني 1908، وله سلطة واسعة، وموازنة الولاية رهن تصديقه. وقد انتخب الشيخ عمر رئيساً للجنة النافعة (الأشغال) والزراعة، وعرف بمطالبته بحقوق منطقته في المشاريع العمرانية.
عين رئيساً لبلدية نابلس. ولما أحست الحكومة العثمانية في خريف 1918 بالخطر، وقررت سحب الجيش من نابلس، بادر الشيخ عمر إلى إقامة جهاز أمني محكم، وتسيير دوريات أمنية. ثم ألف حكومة عين فيها مديرين للقضاء* والأمن والمالية والصحة والمعارف. وعندما احتلت القوات البريطانية نابلس (22/9/1918)، اعترفت بالحكومة النابلسية التي أقامها الشيخ عمر، وظلت هذه الحكومة تتولى سلطاتها حتى تمت إقامة الإدارة البريطانية بعد شهر وأيام. وقد بذل الشيخ عمر جهودا لتخفيف وطأة الحرب عن المواطنين، وتأمين، وتيسير أمور افواج المهاجرين الذين نزحوا من سواحل فلسطين، ولا سيما من غزة* ويافا* إلى نابلس هربا من الهجمات البريطانية عليهما.
وفي أثناء رئاسته للبلدية حتى وفاته قام بانجازات عمرانية واجتماعية وسياسية منها: إزالة الخلافات بين الأسر ورص الصف الوطني، والدفاع عن الحقوق الوطنية أمام سلطات الانتداب بشجاعة وقدرة، وتمثيل لواء نابلس في الإعراب للجنة الاستغناء الأمريكية كينغ – كرين* عن المطالب الاستقلالية، وتوكيل المؤتمر السوري العام* بدمشق في التكلم باسم الأهلين.
ومن أعماله المبادرة، باسم المدينة والمجلس البلدي، إلى إعلان رفض قرار المجلس الأعلى للحلفاء المنعقد في سان ريمو سنة 1920 (رَ: سان ريمو، مؤتمر) القاضي بفرض الانتداب البريطاني ووعد بلفور* على فلسطين، وعدم الخضوع له والإصرار على الاستقلال ورفض الصهيونية والتجزئة.
قام بنهضة عمرانية تجلت في فتح الشوارع وتعبيد الطرقات وتشجيرها، وإنشاء دار للأيتام، ومدرسة العرفان، وإعداد شبكة توزيع المياه، وتحسين إنارة المدينة. وقد حالت سلطة الانتداب دون تمكينه من إنارة اللواء بالكهرباء لأنها منحت الصهيوني روتنبرغ امتياز إنارة فلسطين بالكهرباء، فقوطع المشروع، وآثرت نابلس “مصابيح الكاز واللوكسات للشوارع”، على الاستنارة بالمشروع الصهيوني.
كان له دور كبير في إنشاء المجلس الإسلامي الأعلى* لإدارة الأوقاف الإسلامية والقضاء الشرعي بدلاً من سلطة الانتداب. وقد رشح لرئاسة المجلس المذكور، ولكنه أيد ترشيح محمد أمين الحسيني* مفتي القدس، لهذا المركز.
ودعم الجمعيات الوطنية، ولا سيما الجمعيات الإسلامية المسيحية*، وحرص على توحيد الصف الوطني، وامتاز بعصاميته وذكائه وحزمه في المواقف، وحضور بديهته وورعه وقوة شعبيته.
المراجع:
– محمد علي الطاهر: تطورات الثورى، محضر مذكرات الدورة الثالثة لاجتماع المجلس العمومي لولاية بيروت، القاهرة 1932.
– إحسان النمر: تاريخ جبل نابلس والبلقاء، دمشق 1938.
– الوثائق الفلسطينية لمؤسسة الدراسات الفلسطينية 1918 – 1939.