واحد من الشهداء الذين أعدمهم جمال باشا. ولد في القدس* وأتم دراسته الثانوية فيها والجامعية في استانبول، حيث تخرج طبيباً بيطرياً عسكرياً، وانتظم في الجيش العثماني برتبة مقدم. انتمى حين كان ضابطاً في مدينة سالونيك إلى جمعية الاتحاد والترقي* التي كانت تطالب بالدستور وإصلاح الدولة. ولكنه ما لبث بعد اعلان الدستور وبروز النزعة الطورانية لدى أركان الجمعية أن تركها. واشترك سنة 1909 مع نخبة من رجال العرب ذوي النزعة العربية في تأسيس الجمعية القحطانية* التي كانت تهدف إلى بث الفكرة العربية، وتدعو إلى نهوض العرب وإصلاح حالهم. وانتمى بعد ذلك إلى جمعيات عربية سرية أخرى تألفت لهذه الغاية (رَ: النضال الفلسطيني في العهد العثماني 1908 – 1917). وقد تولى بث الدعوة العربية في فلسطين، وفي القدس خاصة، حيث التف حوله شباتها الذين كان يغذي فيهم الروح العربية، ويلقنهم الأناشيد القومية. وآثر أن يلبس اللباس العربي (الكوفية والعقال) ودعاهم إلى الاقتداء به.
سبق سنة 1915 إلى ديوان الحرب العرفي العسكري في عاليه، وحوكم عرفياً، وحكم عليه بالموت بتهمة انتمائه إلى الجمعية القحطانية، التي يقول نص الحكم العرقي “انها انقلبت إلى الجمعية الثورية العربية واللامركزية، وإنه وحد مساعيه مع الجمعيات المشكلة للاستقلال العربي”. وقد قال عنه زميله في السجن أحمد عزة الأعظمي: “انه كان في سجنه أشبه بالأسد الهصور عند تفاقم الأخطار”.
وقبل تنفيذ حكم الإعدام فيه والقافلة الثانية من الشهداء في 6/5/1916 كتب وصيته برباطة جاش، ثم تقدم نحو منصة الإعدام رافضاً أن يسوقه اليها الجند. وقد دفن مع قافلته في مقبرة الرمل في بيروت.
المراجع:
– أحمد عزة الأعظمي: القضية العربية، بغداد 1931.
– أمين سعيد: الثورة العربية، القاهرة.
– جمال باشا (السفاح): إيضاحات ديوان الحرب العرفي، عاليه 1324هـ.