قسامي، وقائد منطقة جنين في ثورة 1936 – 1939*. ولد في قرية بلد الشيخ* قرب حيفا*، وفيها نشأ وتلقى بعض التعليم، ثم انتقل إلى مدينة حيفا، حيث اشتغل في أعمال مختلفة، وتعرف على الشيخ الشهيد عز الدين القسام، فانضم إلى حلقته، ودرس القرآن الكريم وبعض علوم الدين، واكتسب لقب الشيخ.
وبعد استشهاد الشيخ القسام (رَ: ثورة 1935) أخذ عطية أحمد عوض يؤسس فصائل من الشبان المستعدين للقتال والجهاد وينظمهم ويدربهم متعاوناً مع خليل محمد عيسى* (أبو ابراهيم الكبير). وكانت مراكزها السرية في جبل الكرمل* وغابة شفا عمرو وقرية سولم وقرية سيلة الحارشية*. وحين بدأت الثورة الفلسطينية الكبرى، برصاصات الشيخ الشهيد فرحان السعدي* في 15/4/1936 كان الشيخ عطية إلى جانبه.
قاد الشيخ عطية الثورة في جبل الكرمل، ثم انتقل ورجاله، ولا سيما شبان قرية أم الزينات*، إلى منطقة جنين، حيث أسندت إليه قيادة قسم كبير من هذه المنطقة، إضافة إلى بعض مناطق شمال فلسطين.
أخذ الشيخ عطية ورجاله يغيرون على المواقع والمستعمرات الصهيونية في منطقة جنين، فيقتلون حراسها، ويواجهون القوات البريطانية التي تهرع لمساعدتها، وينسفون الجسور، ويقطعون أسلاك الهاتف. فطاردت القوات البريطانية القائد عطية وجماعته، دون جدوى، وأخيراً خصصت مكافأة 500 جنيه لمن يساعد، أو يقدم اخبارية تؤدي مباشرة إلى القبض عليه، مع آخرين وضعت لكل منهم مكافأة.
خاض الشيخ عطية عدداً كبيراً من المعارك ضد القوات البريطانية، ومنها معركة الفندقومية على الطريق بين جنين ونابلس (30/6/1936) إلى جانب الشيخ فرحان السعدي، ومعركة وادي عرعرة (30/8/1936)، وهاجم مدينة جنين، واحتل بعض مراكز الشرطة فيها أواخر سنة 1937.
وفي أوائل شهر آذار 1938 اشتبك الشيخ عطية مع القوات البريطانية في معركة اليامون قرب جنين التي استمرت يوماً كاملاً، واستشهد فيها الشيخ عطية مع نفر من مقاتليه. وتولى قيادة المنطقة بعده القائد يوسف سعيد أبو درة*.
عرف الشيخ عطية بالشجاعة، وباستقامة الخلق، وبالاندفاع في القتال، وبالتخفف، وبحسن القيادة والحكمة.
المراجع:
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ق3، بيروت 1971.
– صالح مسعود بويصير: جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن، بيروت 1969.
– أكرم زعيتر: الحركة الوطنية الفلسطينية (1935 – 1939)، بيروت 1970.
– صبحي ياسين: الثورة العربية الكبرى في فلسطين، القاهرة 1967.