بلدة عربية تبعد 15 كم تقريباً عن جنوب غرب مدينة جنين*. وتتفرع بالقرب منها عدة طرق معبدة لتربطها بكل من جنين وطولكرم* ونابلس* وقباطية* ويعبد* وكفر راعي* في الضفة الغربية.
نشأت عرابة فوق تلال قليلة الارتفاع لا تعلو أكثر من 380م عن سطح البحر.وتشكل هذه التلال* خطاً لتقسيم المياه بين وادي النص ووادي الغراب اللذين يرفدان نهر المفجر.
تتألف البلدة من مبان شيدت من الاسمنت والحجر، وتتخللها شبكة شوارع معبدة مستقيمة ويظهر مخططها التنظيمي على شكل مستطيل. وقد نشطت الحركة العمرانية في البلدة، وتمثل هذا النشاط في النمو العمودي للمباني التي يتألف معظمها من طابقين، وفي النمو الأفقي على شكل محاور في محاذاة طرق الجهات الشمالية الغربية والشمالية الشرقية والجنوبية.
وتتجاوز مساحة عرابة حالياً 500 دونم. وتمتد المحلات التجارية الرئيسة على جانبي الشوارع المستقيمة في الجزء الشمالي من البلدة، علاوة على الدكاكين المتناثرة في حارات البلدة. وقد ساهمت البلدية التي تأسست أوائل الستينات في تعبيد الشوارع وإنارتها بالكهرباء.
وكانت البلدة تعتمد في الشرب على مياه أمطار الشتاء التي تجمع في آبار خاصة، بالإضافة إلى اعتمادها على مياه نبع الحفيرة الذي يبعد 3 كم إلى الشرق من البلدة. وقد تم مؤخراً حفر بئر جديدة تدفقت منها المياه بغزارة، مما شجع البلدية على القيام بتوزيع المياه في أنابيب على المساكن. وهناك مرافق أخرى في عرابة، ففيها ثلاث مدارس، منها مدرسة ثانوية للبنين في الجزء الشمالي الغربي، ومدرسة ثانوية للإناث في الجهة الشرقية، كما توجد فيها ثلاثة مساجد، ومكتب بريد، وعيادة صحية.
تبلع مساحة الأراضي التابعة لعرابة 39.901 دونم، منها 343 دونماً للطرق والأودية. ويمتد جزء من هذه الأراضي في المرتفعات، في حين يمتد الجزء الآخر منها في السهول. ويقوم اقتصاد عرابة على الزراعة* التي تحقق نجاحاً كبيراً بفضل الأراضي الخصبة والمناخ الملائم وكميات الأمطار الكافية (700مم سنوياً). وتشغل الزراعة مساحة واسعة من أراضي عرابة، وبخاصة زراعة الأشجار المثمرة، إذ تقوم أشجار الزيتون على أكبر مساحة زراعية في الأراضي المرتفعة، يتلوها في ذلك أشجار اللوزيات. وتتركز زراعة الخضر والحبوب في الأراضي المنبسطة. وتعتمد الزراعة على مياه الأمطار أولاً، وعلى مياه الآبار* والينابيع ثانياً. ويفيض جزء من الإنتاج الزراعي عن حاجة سكان عرابة، فتصدر الحبوب إلى حين والمنطقة المجاورة، كما تصدر الخضر إلى أسواق الضفة الشرقية للأردن. وبهتم سكان عرابة بتربية المواشي، وبخاصة الغنم والماعز. لكن الثروة الحيوانية تعاني من مشكلات قلة المراعي وارتفاع تكاليف تربية المواشي، لذا أخذت أعدادها تتناقص في السنوات الأخيرة.
نما عدد سكان عرابة 2.196 نسمة في عام 1922 إلى 2.500 نسمة في عام 1931. وقدر عددهم في عام 1945 بنحو 3.810 نسمات. ووصل العدد وفقاً لتعداد عام 1961 إلى 4.865 نسمة. وبلغ عددهم عام 1997 بنحو 7.453 نسمة. ويعمل أهالي عرابة في حرف متنوعة داخل بلدتهم أو خارجها، ففي الداخل يحترف عدد كبير من السكان الزراعة والتجارة*، وفي الخارج يعمل بعضهم في الوظائف المختلفة في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج، وهم يستثمرون أموالهم في المشروعات العمرانية والتجارية في عرابة. ويلاحظ أن التجارة بدأت تنتعش موخراً، ولكن ذلك كان على حساب الزراعة. أما الصناعة* فإن نشاطها قليل، ويقتصر على إنتاج المواد الغذائية كدقيق القمح وزيت الزيتون ومنتجات الألبان (رَ: المواد الغذائية، صناعة).
وتوجد في عرابة معصرتان للزيتون، يصدر فائض زيتهما إلى أسواق الضفة الشرقية، كما توجد فيها مطحنتان للحبوب.
المراجع:
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج3، ق2، بيروت 1971.
– الجهاز المركزي للإحصاء، السلطة الوطنية الفلسطينية، 1997