( – 915هـ)
( – 1508م)
هو شيخ، عارف بالله، عالم: نشأ في صفد*، وأخذ العلم من علمائها، وطريق التصرف من الشيخ شهاب الدين أحمد بن أرسلان الرملي المقدسي.
اشتغل في الإقراء، فأقرأ الأطفال في صفد. وكان يباشر وظيفة الآذان. وذكر أنه كان خامل الذكر في بلده، وبقي كذلك حتى لقيه الشيخ علي بن ميسون بن أبي بكر المغربي، فسمع منه، وقد شهد للصفدي بأنه من العازفين الأجلاء، وكان ذلك طريقاً إلى نشر ذكره. وكان الشيخ ابن ميمون قد رحل من المغرب إلى الشام. ودخل صفد واجتمع بالشيخ عبد القادر. وقد حكى الغزي قصة لقاء ابن ميسون وعبد القادر، ومما قال: “إن الناس رمقوه بالأبصار، وشدت لزيارته الرحال”.
وذكر أن الشيخ عبد القادر كان يتستر بالضرب على الدف، في الأسواق والمحافل، ثم اعتذر عن ذلك وأراد الله أن يظهر أمره، فرسخ في النفوس أنه من أكمل العارفين.
وكان لا يخشى أحداً من الخلق، وربما كان يمشي بدبوس أمام نائب صفد. وكان لا يقبل هدايا الأمراء، ولا يمكن أحداً من تقبيل يده، ويطوف في أهل السوق فيصافحهم في حوانيتهم. وكان ينفرد الأيام والليالي في البراري والصحاري، وهو صاحب مجاهدات وأحوال.
كان الشيخ عبد القادر صاحب اعتقاد بابن عربي، وكان يؤول كلامه تأويلاً حسناً، كما يقول الغزي.
وللصفدي شعر في التصوف، وهو صاحب التائية المشهورة في هذا المجال. وذكر أنه ذيل بها على أبيات للغمام الشافعي. واشتهرت تائيته، وشاعت على الألسنة، وشرحها الشيخ علاء الدين بن عطية المعروف بعلوان الحموي. وشرحها غيره.
وذكر الغزي عدداً من محاسن أبنائها. كما ذكر أنه وقع فيها مخالفة للوزن، وركاكة في التركيب.
أصيب الشيخ عبد القادر بأمراض خطيرة، وتوفي في صفد.
المراجع:
– نجم الدين الغزي: الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة، بيروت 1979.
– ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، القاهرة 1931.
– حاجي خليفة: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، استانبول 1941.
– اسماعيل باشا البغدادي: هدية العارفين، أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، استانبول 1951 – 1955.
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، بيروت 1971.
– عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين، دمشق 1958.