اقتصادي فلسطيني، ومؤسس البنك العربي*. ولد في قرية بيت حنينا من قضاء القدس، وتلقى تعليمه الأولي في الكتاب، لكنه لم يكمله والتحق بالعمل في محاجر القرية. ونتيجة لسوء الأوضاع الاقتصادية في أواخر العهد العثماني، ازدادت موجة الهجرة إلى أمريكا، وكان عبد الحميد من أولئك المهاجرين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في صيف سنة 1911.
عمل، خلال الفترة الأولى من إقامته في الولايات المتحدة، بائعاً متجولاً ثم افتتح محلاً تجارياً، طوره فيما بعد إلى متجر كبير في نيويورك.
كان للقوانين الاقتصادية الأمريكية، ولتظم المصارف في الولايات المتحدة أثرها الكبير في توجيه نشاط عبد الحميد شومان نحو المصارف والشعور بأهميتها الاقتصادية. وعندما أنشأ طلعب حرب بنك مصر سنة 1920، أرسل إليه عبد الحميد شومان يعرض فكرة المساهمة في إنشاء مصرف في القدس باسم “البنك المصري- الفلسطيني”، لكن طلعب حرب تردد في قبول الفكرة.
عاد عبد الحميد في سنة 1929 إلى فلسطين، وزار في طريق عودته القاهرة، واتفق مع طلعت حرب على خطوات المشروع وحجم المساهمة المصرية. وقد عمل، عند وصوله إلى القدس، لوضعه موضع التنفيذ، وكانت الاستجابة سريعة؛ فقد أقبل الكثيرون على الاكتتاب للمساهمة في البنك المقترح. لكن اندلاع ثورة 1929*. جعل طلعت حرب يتراجع عن الاشتراك. ولم يمنع احجامه عبد الحميد من متابعة المشروع وحده، فتقدم بطلب إنشاء البنك العربي برأسمال قدره 15 ألف جنيه فلسطيني، وتم تسجيله رسمياً في 21/5/1930، وباشر البنك أعماله في 14/7/1930 في المركز الرئيس بمدينة القدس. ثم افتتح له فروعاً في معظم المدن الفلسطينية.
انتخب عبد الحميد شومان أميناً لصندوق اللجنة التنفيذية التي تم تشكيلها للإشراف على الاضراب العام سنة 1936، فاعتقلته السلطات البريطانية في صرفند، ثم أفرجت عنه سنة 1937. ثم عادت إلى اعتقال إبان اندلاع الحرب العالمية الثانية، ووضعته في معتقل المزرعة قرب عكا.
افتتح عبد الحميد بعد نكبة 1948 فروعاً للبنك في مختلف الأقطار العربية، إضافة إلى فرعه في عمان الذي افتتح سنة 1934. وفي سنة 1955 كان للبنك فروع في كل من سورية ولبنان والعراق ومصر وليبيا والسعودية والسودان.
توفي عبد الحميد شومان في 9/9/1974، بعد أن بلغ رأس مال البنك 5.500.000 دينار أردني، وبلغت موجوداته 453.162.130 ديناراً، وصل عدد فروعه إلى 45 فرعاً في ثلاث قارات.
لم يقتصر نشاط عبد الحميد شومان على الميدان الاقتصادي بل تعداه إلى الميدان الوطني والعلمي. فقد أوصى بإنشاء مؤسسة دعم يطلق عليها اسمه للإسهام في تمويل الأبحاث والدراسات العلمية والفكرية والطبية والتكنولوجية لفائدة الأقطار العربية كافة.