خربة أصبحت قرية في عهد الانتداب البريطاني بعد أن استوطن فيها السكان العرب. وتعرف أيضاً باسم خربة جدين رغم أنها عادت معمورة. تقع شمال شرقي عكا* وجنوب غربي بلدة ترشيحا*. وقد أقيمت على تلة ترتفع 420 م عن سطح البحر.
وتعد قلعة “جودين” التي بناها الفرنج في أواخر القرن الثاني عشر أو أوائل القرن الثالث عشر الميلاديين النواة الأولى لهذه الخربة. وكان الغرض الأساسي من بناء القلعة ايجاد نقطة حصينة يتمركز فيها الصليبيون أثناء حروبهم. وقد دمر العرب هذه القلعة الحصينة عام 1288 م لمنع الصليبيين من استعمالها ثانية ضدهم. وبقيت القلعة مدة طويلة مهجورة حتى عادت الحياة إليها باتخاذها مقراً لصاحب بلاد صفد في أيام حكم الشيخ ظاهر العمر*. وقد أعاد الشيخ ظاهر ترميمها وتحصين جدين، وما زالت بقاياها ظاهرة للعيان إلى اليوم.
جذبت هذه الخرائب الأثرية الحصينة بعض سكان المنطقة للإقامة بجوارها في ما عرف باسم خربة جدين. وقد سكنها نحو 1.500 نسمة من عرب الصويطات أقاموا في نحو 130 بيتاً من اللبن، وكانوا يعملون بتربية الماشية.
بلغ مجموع الأراضي التابعة لجدين 7.587 دونماً، منها 7.533 دونماً مكسوة بأحراج السنديان والسريس والجندول والبلال والبطم (رَ: النباتات الطبيعية). وخصص 54 دونماً لزراعة القمح والشعير والتبغ. وكان العرب يملكون من هذه الأراضي 4.238 دونماً، واليهود 3.349 دونماً، في أواخر عهد الانتداب البريطاني.
وفي عام 1948 احتل اليهود جدين بعد استيلائهم على قلعتها الحصينة، فاضطر سكانها العرب إلى مغادرتها إلى القرى المجاورة في بداية الأمر، ثم نزحوا فيما بعد إلى جنوب لبنان. وقد استغل اليهود هذه البقعة الأثرية كموقع سياحي.
المراجع:
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج7، ق2، بيروت 1974.