في مساء 8/5/1972 قامت مجموعة وليم نصار المكونة من أربعة فدائين (رجلان وأمرأتان) بالاستيلاء على طائرة بوينغ 707 تابعة لشركة سابينا البلجيكية كانت قادمة من بروكسل إلى تل أبيب* وعلى متنها مائة راكب وملاح وتوجهوا بها إلى مطار اللد الدولي في الأرض المحتلة.
وفي المطار طلب الفدائيون عبر مكبرات الصوت من السلطات الإسرائيلية إطلاق سراح مائة من المناضلين الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية* معظمهم من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، وحددوا مهلة عشر ساعات لتنفيذ مطالبهم ولا عمدوا إلى تفجير الطائرة بمن فيها.
حضر إلى مطار اللد فور هبوط الطائرة موشى دايان وزير الدفاع وشمعون بيرس وزير المواصلات والجنرال دافيد أليعازار رئيس الأركان وبدأت المفاوضات مع الفدائيين الذين أصروا على الاستجابة لمطالبهم.
وقبل انتهاء هذا الانذار طلب مندوب الصليب الأحمر الدولي تمديد الفترة معلناً استعداد الصليب الأحمر الدولي للعمل وسيط بين الفدائيين والسلطات الإسرائيلية.
طلب مندوب الصليب الأحمر بعد ظهر يوم 9/5/1972 ادخال الطعام والماء لركاب الطائرة. وعندما فتحت أبواب الطائرة لإدخال الصناديق المخصصة لذلك اقتحم جنود الكوماندوس الإسرائيليون الطائرة وهم يرتدون ملابس عمال المطار وتبادلوا إطلاق النار مع الفدائيين.
وقد أسفرت المعركة عن استشهاد اثنين من الفدائيين وأسر الفتاتين بعد إصابة إحداهما بجراح (وقد حوكمتا فيما بعد وصدر الحكم عليهما بالسجن المؤبد) وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين وثلاثة من الركاب. واعترفت السلطات الإسرائيلية بإصابة ثلاثة من جنودها.
صدر بيان فلسطيني عن العملية بين أن اختيار مطار اللد مكاناً هبوط الطائرة جاء “ليكون التحدي في أرض الصراع – أرض فلسطين”، واتهم الصليب الأحمر الدولي بالمساهمة في عملية الدفاع التي لجأت اليها السلطات الإسرائيلية.
أصدر الصليب الأحمر بيانا يوم 10/5/1972 أكد فيه أنه يرفض رفضاً باتا محاولة التستر به للقيام بمناورة”. واتهم السلطات الإسرائيلية بنقض تعهدها معه عن طريق مهاجمة الفدائيين أثناء وجود أحد ممثلي الصليب الأحمر.
المراجع:
- الكتاب السنوي للقضية الفلسطينية لعام 1972، بيروت 1972.
- اليوميات الفلسطينية: المجلد الخامس عشر، بيروت، 1974.
- شؤون فلسطينية: العدد 10، حزيران 1972، بيروت.