اشتدت حركة مقاومة تسرب الأراضي إلى الصهيونيين واصطبغت بالصبغة الروحية الدينية فعقد في القدس في 7/8/1934 مؤتمر العلماء الدين المسلمين قرر وجوب مقاومة بيع الأراضي لليهود وأصدر في ذلك فتاوى واضحة تكفر كل عربي يبيع أرضاً أو يتوسط لبيع أرض لحساب الصهيونيين.
ولقد كان المسيحيون من أبناء فلسطين صفاً واحداً متيناً مع اخوانهم المسلمين وكلمة واحدة ضد الاستعمار البريطاني والغزوة الصهيوينة. وكانت أكثرية المسيحين مؤلفة من عرب الطائفة الارثذكسية، ولكن الرئاسات الروحية العليا كانت للأحزاب (رَ: الأرثوذكسية) . وقد قرر الكهنة الارثوذكسيون العرب في فلسطين المشاركة في حركة مقاومة بيع الراضي التي اتسع نطاقها واشتدت في شهر تموز 1934 والتضامن مع اخوانهم عليماء الدين المسلمين بعقد مؤتمر عام.
تشكلت لجنة تحضيرية للمؤتمر برئاسة الخوري يعقوب الحنا (من قرية الرامة، قضاء عكا) فدعت إلى عقد المؤتمر في القدس في 29/8/1934. وقد حضر المؤتمر 73 كاهناً أرثوذكسياً عربياً من مدن وقرى فلسطين المختلفة. وانتخب الخوري يعقوب الحنا رئيساً للمؤتمر والخوري نقولا شحادة الخوري (من القدس) أميناً عاماً له. ودام انعقاد المؤتمر ثلاثة أيام.
أعلن المؤتمر تمسكه بالميثاق الوطني الفلسطيني (1922) ومطالب البلاد وحقوقها، وأهاب بأهل فلسطين رفض الخضوع للأنظمة والقوانين الموضوعة لقهر العرب واضعافهم وإكراههم على بيع الأراضي. وقرر مقاومة ذلك ومناهضة مساعي الصهيونيين للاستيلاء عليها، وعد هذه المقاومة فرضاً دينياً على كل عربي. وقرر أيضاً أن أي مسيحي يبيع أرضا أو يتوسط لبيعها للصهيونيين خائن لدينه ووطنه لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسيحيين.
وشكل المؤتمر لجنة من أعضائه لمتابعة العمل والاشراف على تنفيذ القرارات واختير الخوري يعقوب الحنا رئيساً لها.