كلمة عربية تعني الاجتماع. ويسمى المعبد اليهودي “بيت هاكنيست” أي المكان الذي يجتمع فيه اليهود. وتستخدم الكلمة حالياً للدلالة على البرلمان الإسرائيلي. وقد أقيم أول برلمان في (إسرائيل) بقرار صدر في 1/5/1948 عن المجلس التمثيلي اليهودي*، وهو الهيئة التمثيلية للمستوطنين اليهود في فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني، بالتشاور مع الوكالة اليهودية* فتقرر إنشاء حكومة و”مجلس دولة “مؤقتين عند انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في 15/5/1948. وتشكل “مجلس الدولة” المؤقت الذي سمي في حينه باسم “مجلس الشعب” من 37 عضواً يمثلون الوكالة اليهودية والمجلس التمثيلي اليهودي بالإضافة إلى ممثلين عن مجموعات سياسية يهودية أخرى لم تكن ممثلة أصلاً في الهيئتين السابقتين. وانتخب “مجلس الشعب” 13 عضواً من بين أعضائه ليكونوا أول حكومة إسرائيلية. وكان “مجلس الشعب” يمثل جميع الأحزاب الصهيونية واليهودية في فلسطين بنفس نسبة تمثيلها في المجلس التمثيلي اليهودي واللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية بالإضافة إلى حزبي أغودات إسرائيل* والحزب الشيوعي الإسرائيلي* الذين لم يكونا ممثلين في المجلس التمثيلي في المجلس التمثيلي والوكالة اليهودية.
وباعلان قيام (إسرائيل) في 14/5/1948 تحول “مجلس الشعب” إلى “مجلس الدولة المؤقت”. وفي تشرين الأول عام 1948 وضعت خطة الانتخاب مجلس تمثيلي جديد. وجرت في كانون الثاني 1949 انتخابات أول جمعية تأسيسية افتتحت في 14/2/1949. وأقرت هذه الجمعية التأسيسية في 16/2/1949 القانون الانتقالي للدولة وفيه أن يكون البرلمان الإسرائيلي مكوناً من مجلس نبابي واحد يدعى “الكنيست” ويضم 120 عضواً ينتخبون بالطريقة النسبية، أي بقوائم من المرشحين على المستوى القطري. وتنال كل قائمة عدداً من المقاعد حسب عدد الأصوات التي تحصل عليها. وتحولت الجمعية التأسيسية إلى الكنيست الأولى، وكان اشقاق الاسم وتحديد عدد المقاصد مأخوذتين من “كنيست هجدولا” وهي الهيئة التشريعية لليهود فيما يسمى بعهد الهيكل الثاني. وفي 11/12/1949 قررت الكنيست نقل مقرها من تل أبيب* إلى القدس* حيث تنقلت بين عدة أبنية إلى أن أصبح لها بناؤها الدائم منذ عام 1966.
يقضي قانون الكنيست الأساسي الذي بدأ تطبيقه عام 1958 ويحدد طريقة الانتخابات وصلاحيات الكنيست بأن تكون الكنيست من 130 عضواً ينتخبون طريقة الاقتراع السري النسبي. ويشترك في الانتخابات جميع المواطنين الذين يزيد أعمارهم عن 18 سنة، ويحق لكل من بلغ الحادية والعشرين من عمره أن يرششح نفسه لعضوية الكنيست ما عدا أصحاب بعض المراكز العليا في الدولة مثل رئيس الدولة والحاخام الأكبر ومحاسب الدولة ورئيس أركان الجيش والقضاة في جميع أنواع المحاكم ورجال الدين الذين يتقاضون رواتب عن أعمالهم وضباط الجيش وكبار موظفي الدولة ما لم يسبقيلوا من وظائفهم قبل مئة يوم من تاريخ الاقتراع. ومدة الكنيست أربع سنوات، ويمكنها حل نفسها بقانون خاص يحدد فيه موعد الانتخابات المقبلة. وقد جرت انتخابات الكنيست تسع مرات منذ قيام الكيان الصهيوني حتى عام 1980.
والكثير من النظم المتعلقة بصلاحيات الكنيست ووظائفها منقولة عن النظام البرلماني البريطاني. وتتخذ قرارات الكنيست بأغلبية الحضور والمصوتين. وجميع دورات وجلسات الكنيست علينة ما لم يتخذ قرار بعكس ذلك. وتعقد الكنيست دورتين: صيفية وشتوبة تستغرقان نحو ثمانية أشهر. ويمكن الدعوة لدورة استثنائية إذا طلب ذلك 30 عضواً. ويحصل أعضاء الكنيست على رواتب يقررها القانون، ولا يجوز لهم بمقتضى قانون الكنيست الحصول على رواتب من جهات أخرى. والأعضاء الكنيست حصانة ضد الاعتقال والسجن والمحاكمة لا يجوز نزعها إلا بقرار من الكنيست. كما أن للكنيست حرسها الخاص. والقوانين التي تصدرها لا يمكن نقضها من قبل القضاء. والكنيست هي التي تنتخب رئيس الدولة وتعزله من منصبه في حالات خاصة. ويلي رئيس الكنيست بروتوكوليا رئيس الدولة، وينوب عنه في حال غيابه. والحكومة تقدم نفسها إلى الكنيست فور تشكيلها الاحصول على ثقتها. وتسقط الحكومة عندما تفقد ثقة الكميست.
تفتح الكنيست عادة في أول يوم اثنين يلي اعلان ونشر نتائئج الانتخابات رسميا، ويفتتحها رسمياً رئيس الدولة. وبعد خطاب الافتتاح يترأس الجلسة أكبر الأعضاء سنا فيشرف على أداء الأعضاء القسم القانونية ثم ينتخب رئيس الكنيست ونوابه.
وللكنيست تسع لجان برلمانية دائمة هي: لجنة الشؤون القانونية والتشريعية، ولجنة المالية، ولجنة الشؤون الاقتصادية، ولجنة الخارجية والأمن (وهي من أهم هذه اللجان). ولجنة الخدمات العامة، ولجنة الثقافة والتعليم، ولجنة العمل والرفاه الاجتماعي، ولجنة الاسكان والهجرة، ولجنة الشؤون الداخلية. وتتفرع عن هذه الللجان أحيانا لجان أخرى خاصة. ومهمة اللجان دراسة القرارات والتوصيات التي تحال اليها بعد القراءة الولى، وتقديم تعديلات عليها أو تقارير حولها، وإعادتها للكنيست من أجل القراءة الثانية أو الثالثة. كما تتولى اللجان متابعة أعمال السلطة التنفيذية في مجال اختصاصات هذه اللجان. ويمكن للكنيست أن تشكل لجان تحقيق ولجاناً خاصة.
تجتمع الكنيست ثلاث مرات أسبوعياً في أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء. وإذا أقرت مشروعاً في القراءة الأولى، أي بعد تقديم الحكومة له أمام الكنيست، أحيل المشروع إلى الللجنة المختصة للدراسة ثم أعيد إلى رئاسة المجلس ليقوم رئيس الللجنة المختصة بتلاوة تقريرها حول المشروع. وتناقش في الكنيست التعديلات ويجري التصويت عليها فتنتهي القراءة الثانية. ثم تعاد تلاوة القرار في صيغته النهائية ويجري التصويت عليه في القراءة الثالثة النهائية.
إن نفوذ المؤسسة العسكرية في مجال صنع القرارات السياسية الخارجية والدفاعية بدعوى مراعاة الأمن الإسرائيلي يترك للكنيست دوراً هامشياً. ويعد موقف الكنيست في قضية لاقون* مثالاً واضحاً على هذا. كما أن استبعاد العرب وممثلي الأحزاب الشيويعية من لججان الكنيست يثير الشك حول صيغتها التمثيلية ووظيفتها الرقابية وطبيعة النظام الانتخايي وما يرتبط به من تعدد حزبي وحكومات ائتلافية. وهذا ينتهي بوجه عام إلى اضعاف دور الكنيست ازاء الحكومة.
المرجع:
– كاميليا بدر: نظرة على الأحزاب والحركات السياسية الإسرائيلية، القدس 1981.