جمعية ثقافية اجتماعية رياضية، تهتم بثقافة الشباب علمياً وأخلاقها، وبغرس الروح الرياضية فيهم. لا تتدخل الجمعية في الأمور السياسية والدينية، ولا تميز بين الأديان والمذاهب. وكان أعضاؤها ينتمون إلى الأديان السماوية الثلاثة.
في أعقاب الحرب العالمية الأولى سنة 1919، أسس الجمعية في بادىء الأمر في القدس المبشر الأمريكي الدكتور هارت الذي أوفدته الجمعية الأم في أمريكا إلى القدس لهذه الغاية.
أقام هارت في أول أمره في كوخ من خشب بالقرب من شارع مـأمن الله. وكان بجوار هذا الكوخ عرصة ضمها هارت إلى الكوخ، وجعل منها ملعبين لكرة المضرب.
وصار هارت ينفق على مشاريعه معتمداً على المساعدات والهبات التي كان يتلقاها من الخارج، والتي مكنته من تسيير أمور الجمعية.
كان هارت رجلاً نشيطاً ذا خبرة واسعة في شؤون الجمعيات وإدارتها، مما ساعده على السير قدماً نحو إرساء قواعد الجمعية في القدس، حتى بلغ عدد أعضائها ما بين 450 و500 عضو.
لم يلبث المشرفون على الجمعية أن فكروا سنة 1930 بشراء أرض وتشييد بناء ضخم عليها، يكون مقراً جديداً للجمعية. فابتاعوا قطعة أرض في وسط مدينة القدس، على طريق سان جوليان، وبوشر بالبناء بإشراف مهندسين أمريكيين جاؤوا لهذه الغاية. وتم العمل سنة 1933. وقد زادت تكاليفه على المليون دولار أمريكي.
يضم البناء مسكناً لنزول الزوار الغرباء وإقامتهم، ومطعماً، ومدرسة ليلية لتعليم اللغات وفن المحاسبة والاختزال والطبع على الآلة الكاتبة باللغتين العربية والإنكليزية. كما يضم مكتبة ضخمة تعد من أكبر وأضخم المكتبات في الشرق الأوسط، وقاعة كبيرة تتسع لألف كرسي للاجتماعات والمحاضرات والتمثيل وسماع الموسيقى وعرض الأفلام السينمائية. وفي هذا البناء قسم للرياضة البدنية، ويشمل صالة كبيرة للتمارين البدنية ولعبة كرة السلة، ومسبحاً للرجال والنساء، وملاعب لكرة المضرب وملعباً كبيراً لكرة القدم.
يشرف على الجمعية مجلس إدارة مؤلف من خمسة عشر عضواً. تعاقب على رئاسته في أول الأمر أمريكيون، ثم أدت الرئاسة إلى عربي، احتفظ بها إلى حين حدوث الكارثة في فلسطين.
عندما اندلعت الحرب بين العرب والصهيونيين، وقسمت القدس إلى منطقتين شرقية وغربية، نزح أكثر السكان العرب إلى المنطقة الشرقية متخلين قسراً عن بناء جمعية الشبان المسيحية. ولكن هذا النزوح لم يمنع الشبان العرب من الإقدام على بناء مقر الجمعية على غرار السابق. فجمعت الأموال اللازمة من الخارج، وشيد بناء جديد للجمعية في المنطقة الشرقية من القدس، بالقرب من مدرسة سان جورج.
جرى البناء على نسق البناء الأول، ولكن على نطاق أصغر وأضيق. وهو يحوي كل ما هو موجود في الجمعية الأولى.