ملك مصر، تولى عرش الفراعنة* من 1379 – 1362 ق.م. بعد والده أمنحتب الثالث، وسمّي أمنحتب الرابع. وهون من أغرب الشخصيات التاريخية، تضاربت الآراء حوله، فعدة بعض الباحثين مثالياً نبيلاً، وواحداً من كبار المصلحين الدينيين، وداعية إلى الوحدانية. في حين قال عنه آخرون أنه شاذ منحرف متعصب أدت محاولاته فرض عقيدة جديدة إلى كارثة.
أقدم بعد تتويجه على بناء معبد جديد للآله آتون في طيبة إلى جوار معبد آمون إله العاصمة. ثم غير اسمه في العام الرابع إلى آختاتون، أي الذي يخدم آتون. وقد حارب كهنة آمون هذا الإنقلاب الديني. فانتقل الملك إلى عاصمة جديدة بناها، وسماها “آخت-آتون” أي: أفق آتون، وعرف مكانها فيما بعد باسم تل العمارنة (رَ: مجدو).
كان أخناتون يريد التحرر من سيطرة كهان آمون الذين تفشي الفساد فيهم، وسعى للقضاء على عبادة آمون. وكانت عبادة آتون التي دعا لها تطوراً لعبادة الشمس التي شاعت في البلاد. وقد أعلن هذا الملك آتون إلهاً عالمياً، وأكد أنه الآله الوحيد. وكانت الصورة التي ترمز إليه هي قرص الشمس الذي تنبثق منه أشعة تنتهي إلى ما يشبه الأيدي البشرية. وكان هذا الآله بعيد في أمكنة مكشوفة في الهواء الطلق تنيرها أشعة الشمس، إلا في الزوايا المظلمة الخفية.
وفي الحقيقة لم تكن عبادة آتون من اختراع أختاتون، فقد ظهرت منذ عهد تحمس الرابع، في الفترة التي تعرضت فيها مصر للمؤتمرات الآسيوية، وكانت أحوالها قد تبدلت “بعد فتوحات السلالة الثامنة عشرة، وتكوين الإمبراطورية الحديثة، إذ كثر عدد الأجانب الذين سكنوا مصر، كما انتقل العديد من الضباط والجنود المصريين إلى البلاد الأجنبية، لا سيما إلى فلسطين وسورية حيث شيدت معابد للآلهة المصرية دائماً دخلت إلى مصر عبادة بعض الآله الأجنبية…”.
ويتهم بعض المؤرخين أخناتون بالإنهماك في التأملات الدينية والتخيلات المستمرة إلى حد أهمل معه شؤون الدولة ومصالح الإمبراطورية في فلسطين وسورية، فثار الأمراء المحليون، وأخذوا يتآمرون ويتعاونون مع الحثيين (رَ: الحثيون)، ومهما كان الأمر، فقد كان لحكم أخناتون تأثير كبير في تطور الأوضاع السياسية في فلسطين، لأن أمراءها المحليين فقدوا الأمل في مساعدة مصر لهم، فانصرفوا إلى الثورة والتعاون مع خصوم المصريين.
وقد كان لتعاليم أخناتون في الوحدانية ومحبة الطبيعة وتقليدها في الأعمال الفنية دور في توجيه المعتقدات الدينية والنزعات الفكرية والأدبية لدى سكان فلسطين، وإن كان الإتيان بشواهد على ذلك أمراً صعباً.
المراجع:
– عبد الحميد زايد: مصر الخالدة، القاهرة 1966.
– Gardiner, A: Eygyptian Grammar, London 1950.
– Vandier et Drioton: L’Egyptr, Paris 1952.