(1284 – 1353هـ)
(1868 – 1934م)
ولد بالاسكندرية، وهو عربي من بيت النجار من عكا*. نشأ ودرس في الاسكندرية، وتخرج من مدرسة الإدارة والحقوق بالقاهرة، أتقن الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، وكان يفهم الإيطالية، وله بعض المعرفة باللاتينية. عمل مترجماً بقلم المطبوعات بوزارة الداخلية سنة 1888م، واشتغل بالتحرير والترجمة في الوقائع المصرية، ثم نقل إلى منصب مترجم في مجلس النظار ومجلس الوزراء سنة 1889م، وانتدب للترجمة في المدرسة الخديوية، ثم تسلم سكرتيراً ثانياً لمجلس النظار عام 1897م، فسكرتيراً عاماً سنة 1911م ومنح لقب “باشا”، وعمل في الجامعة المصرية الأهلية سكرتيراً وأستاذاً.
أديب شرع قلمه ليدافع عن الأمة العربية خمسين عاماً وعاش حياة خصبة في الفكر والعلم والأدب والتاريخ واللغة. حضر مؤتمر المستشرقين عام 1892م، وعام 1910م. فاتصل بعلمائهم، ومثل مصر في مؤتمراتهم. وكانت له مشروعاته الفكرية التي جدد بها شباب اللغة العربية، فقام بإصلاح الحروف العربية وتحسينها بمطبعة بولاق، وأدخل إلى العربية طريقة الترقيم الإفرنجية والاختزال، وهذب لغة الدواوين وخلصها من العبارات الركيكة، وقام بفكرة إحياء الكتب العربية، فطبعت الحكومة المصرية عدة مخطوطات، تولى هو تصحيحها ومراجعتها. وجمع مكتبة في نحو عشرة آلاف كتاب، ووقفها، فنقلت بعد وفاته إلى دار الكتب المصرية.
كانت له علاقات متينة امتدت في شعاب الوطن العربي، فقد أحكم صلته برجالات العرب في جميع أقطارهم، وتسمى بشيخ العروبة، وسمى داره بيت العروبة. وقد سافر وسيطاً بين الإمام يحيى ملك اليمن وعبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وزار الشام وحلب سنة 1924م، واليمن والحجاز سنة 1926م وبيت المقدس سنة 1930م، وحين قصد إلى فلسطين حمل معه مسودة كتاب (مسالك الأبصار) لابن فضل الله، فكان يقرأها على بعض علماء القدس ويقارن بين ما ورد فيها من وصف آثار القدس وما هو موجود في وقته. وكان له دفاع عن قضية البراق الشريف فوضع لها دراسة شاملة في لغة فرنسية عالية، مستنداً على أمهات الكتب التاريخية والأدبية. وله أبحاث في تاريخ بيت المقدس.
ترك تراثاً ضخماً، وما زال مبعثراً في مجلدات الصحف. قال الأمير شكيب أرسلان في وصفه: “كان يقظة في إغفاءة الشرق، وهبة في غفلة العالم الإسلامي، وحياة في وسط ذلك المحيط الهامد”. له مجموعة كتب، منها: “السفر إلى المؤتمر”، “الدنيا في باريس”، “موسوعات العلوم العربية”، “قاموس الجغرافية القديمة”، “ذيل الأغاني”، “أسرار الترجمة”.
المراجع:
– أنور الجندي: أعلام وأصحاب أقلام، ج1 (دار نهضة مصر – القاهرة).
– خير الدين الزركلي: الأعلام، ج1 (دار العلم للملايين – بيروت)، 1990م.