يوجد في فلسطين عدد من القرى بهذا الاسم منها :
أ- أبو شوشة/ قضاء الرملة: قرية عربية تقع على بعد نحو 80 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة الرملة* لموقعها الجغرافي منذ التقديم أهمية كبيرة من الباحثين التجارية والعسكرية، لأن القرية كانت واقعة على الطريق القديم بين المنطقة الجبلية والسهل الساحلي، لأنها نشأت فوق تل جازر ذي الأهمية الاستراتيجية.
قامت أبو شوشة على بقعة مدينة جازر الفلسطينية التي تعود بتاريخها إلى العصر الحجري الحديث (رَ: العصور القديمة). وفي العهد الروماني ذكرت باسم “جازار” من أعمال عمواس، وذكرتها مصادر الإفرنج باسم “مونت جيرارد”، أي جبل جيزارد، ويرتفع موضعها الذي قامت عليه أكثر من 200م فوق سطح البحر، ورقعتها المحيطة بها ذات أراض متموجة تقترب من حضيض المرتفعات الجبلية، لوجودها في أقصى الطرف الشرقي للسهل الساحلي.
بلغت مساحة القرية 24 دونماً، وكانت بيوتها تتألف من الطوب والحجر. وقد ضمت القرية مسجداً وبعض الحوانيت، ومدرسة إبتدائية صغيرة بلغ عدد طلابها في عام 1947 نحو 33 طالباً. وتحيط بها آثار كثيرة إلى جانب الآثار الموجودة داخل القرية نفسها. وتشتمل هذه الآثار على الآبار والقاعات والقبور المحفورة في الصخر والأبنية والمغاور (رَ: الخرب والأماكن الأثرية) وتتوافر المياه الجوفية في المنطقة المحيطة بالقرية، وبخاصة مياه الآبار. أما الأمطار فإنها تهطل بكميات كافية لزراعة المحاصيل الزراعية ولنمو الأعشاب الطبيعية الصالحة للرعي.
بلغت مساحة أراضي أبو شوشة 9.425 دونماً، منها 192 دونماً للطرق والأودية، و6.337 دونماً تسربت إلى الصهيونيين الذين أنشأوا في 13/ 3/ 1945 مستعمرة “جزء” بظاهر تل الجزر الشمالي. وأهم زراعات أبو شوشة الحبوب* والأشجار المثمرة، وبخاصة الزيتون*.
بلغ عدد سكانها عام 1922 نحو 603 نسمات، زاد عددهم إلى 627 نسمة عام 1931، وإلى 870 نسمة عام 1945. وكان معظم سكانها يعملون في الزراعة* وتربية المواشي. وفي عام 1948 قام اليهود بطرد هؤلاء السكان العرب وتدمير قريتهم التي أصبحت أثراً تاريخياً. وقد أنشأوا في عام 1952 مستعمرة “بتاحيا” في ظاهر أبو شوشة الجنوبي الغربي، وأنشأوا في عام 1955 مستعمرة “بيت عزيل” في ظاهر أبو شوشة الغربي.
ب – أبو شوشة/ قضاء طبرية: قرية عربية تقع إلى الشمال الغربي من مدينة طبرية*. وتبعد قليلاً عن ساحل بحيرة طبرية* الغربي. تربطها طريق ثانوية بطريق طبرية – صفد الرئيسية، وتتفرع منها عدة دروب ترابية، يصلها أحدها بقرية ياقوق*. وتصلها الطريق الرئيسة المذكورة بقرية الطابغة*.
نشأت أبو شوشة في غور أبو شوشة، وهو سهل انهدامي – غوري يمتد إلى الجنوب من سهل الغوير. وتنخفض القرية 175م عن سطح البحر، ويمر بالقرب منها وادي الربضية من الجهة الجنوبية، في حين يحترق وادي العمود* الجزء الشمالي من القرية. وقد أقيمت أبو شوشة عند بداية نحروط انصباب (مروحة فيضية) شكّله وادي الربضية أسفل الحافة الغربية لغور أبو شوشة حيث تبدأ التلال بالارتفاع التدريجي نحو الغرب.
وتوجد بعض ينابيع الماء في القرية تزود سكانها بمياه الشرب، كذلك توجد ينابيع أخرى قريبة من شاطىء بحيرة طبرية.
مساحة القرية ستة دونمات، ومساحة الأراضي التابعة للقرية 12.098 دونماً، منها 50 دونماً للطرق والأودية. وغرس البرتقال في 200 دونم منها. وقد أقيمت مزارع البرتقال حول القرية في الجهات الغربية والشمالية والجنوبية، وامتدت بساتين الخضر* في الجهة الشرقية، وتحيط بأراضي أبو شوشة الطابغة وياقوق، والقديرية* والمغار* والمجدل*.
بلغ عدد سكان أبو شوشة في عام 1945 قرابة 1.240 نسمة. وقد أخرجهم اليهود من ديارهم في عام 1948، وأقاموا مستعمرة “جينوسار” على الشاطىء الغربي لبحيرة طبرية، أمام قرية أبو شوشة، وعلى بعد كيلومترين إلى الشمال من المجدل.
ج- أبو شوشة/ قضاء حيفا: قرية عربية تقع على بعد 25 كم جنوب شرق حيفا*. وتمر طريق حيفا – جنين المعبدة بشمال القرية الشرقي، وترتبط بها بطريق غير معبدة طولها نصف كيلومتر.
أنشئت أبو شوشة على السفح الشمالي الشرقي لجبل الكرمل*، وهي بذلك تطل على مرج ابن عامر*، وترتفع 125م عن سطح البحر. يمر نهر المقطّع* بشمالها على بعد 4 كم تقريباً، وهو الحد الشمالي لأراضيها. ومن الأودية الأخرى التي تبدأ من أراضي القرية أو تمر بها وادي عين التينة الذي ينتهي في نهر المقطّع، ووادي القصب الذي يمر بغربها ثم يتجه نحو الشمال الشرقي ليرفد نهر المقطّع، وهو الحد الفاصل بين أراضيها وأراضي القرية أبو زريق* الواقعة في شمالها الغربي، وأخيراً وادي أبو شوشة، ويبدأ من جنوب غرب القرية، ويتجه نحو الشمال الشرقي ماراً بشرقها مباشرة، ثم تنتهي مياهه في نهر المقطّع.
شتهر القرية بكثرة ينابيعها، ففي شمالها تقع عين التينة التي اعتمد عليها السكان في الشرب والأغراض المنزلية، وعين الصّنع وعيون وادي القصب، وي جنوبها توجد عين أبو شوشة، وفي جنوبها الغربي توجد عين الكوع، وبير بيت داس، وأخيراً في غربها توجد عين الباشا، وعين زهية (رَ: عيون الماء).
وأبو شوشة من القرى المبعثرة المخطط، وتتناثر مساكنها على امتداد سفح جبل الكرمل تبعا للمملكيات الزراعية. وفي عام 1931 كان فيها 155 مسكناً بنيت من الحجارة والاسمنت، أو الحجارة والطين، أو الاسمنت المسلح، وسقف بعضها بالأخشاب والقش والطين. وفي عام 1945 كانت مساحة أراضي القرية 8.960 دونماً لا يملك الصهيونيون منها شيئاً. وتقع نصف هذه المساحة تقريباً في مرج أبن عامر، والباقي في جبل الكرمل.
كان في أبو شوشة 12 عربياً فقط في عام 1922، ارتفع عددهم إلى 831 نسمة في عام 1931، إذ ضم هذا العدد عرب الشقيرات وعرب العايدة (بلغ عدد عرب الشقيرات 403 نسمات في تعداد 1922)، وأصبح عددهم 720 نسمة في عام 1945.
كان في القرية مطحنة للحبوب وجامع ومدرسة ابتدائية خاصة، وكان قسم من أطفالها يدرسون في مدرسة قرية أبو زريق المجاورة. اعتمد اقتصاد القرية على الزراعة* وتربية المواشي، وأهم المزروعات الحبوب* بأنواعها. وزرعت الأشجار المثمرة في مساحات صغيرة، في حين بلغت المساحة المزروعة زيتوناً قرابة 600 دونم تركزت بصورة عامة على طول حافة جبل الكرمل المطلة على مرج ابن عامر. وزرع التبغ والخضر* ريّا من مياه عين التينة.
شرد الصهيونيون سكان القرية العرب، ودمروها تدميراً تاماً في عام 1948، وأصبحت أراضيها تابعة لمستعمرة “مشمَر هاعِمِقِ” التي قامت بالقرب منها منذ عام 1926.
المراجع:
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج7 ق2، وج4 ق2، وج6 ق3، بيروت 1972، 1974.