واحد من القساميين وقائد من قادة ثورة 1936 – 1939*. ولد في قرية المزار* قضاء جنين وتلقى دراسته الابتدائية في قريته ثم في مدينة جنين* وقد نشأ نشأة دينية فحفظ القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، ولذا عرف بالشيخ. وكان موضع احترام معارفه وأهالي قريته والقرى المجاورة لما تحل به من تقى واستقامة وشجاعة وإيمان.
عمل في الزراعة. وقد ساءه التسلط العثماني فأخذ يعمل على فضحه وينادي باستقلال البلاد العربية. وحين احتل البريطانيون فلسطين واتضحت نواياهم العدوانية في غرس وطن قومي يهودي فيها أخذ يقاومهم ويقاوم الصهيونيين ويحث مواطنيه على مقاومتهم. وعندما نشبت ثورة 1929* قاد مجموعة من المقاتلين في قضاء جنين أخذوا يهاجمون البريطانيين والصهيونيين حيثما وجدوهم، ثم قبضت عليه سلطات الانتداب البريطاني وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات. وحين أطلق سراحه عاود نشاطه النضالي فانضم إلى حركة الشهيد عز الدين القسام* وشارك في معركة أحراج يعبد (تشرين الثاني سنة 1935) التي استشهد فيها الشيخ عز الدين ونفر من أصحابه. وقد نجا فرحان السعدي من الوقوع في يد القوات البريطانية (رَ: ثورة 1935).
التحق فرحان السعدي بالثورة الفلسطينية الكبرى وكان له شرف إطلاق رصاصتها الأولى. فقد قام هو ومجموعته بمهاجمة قافلة صهيونية على طريق نابلس – طولكرم فكان ذلك إيذاناً ببدء الكفاح المسلح. وتتابعت بعد ذلك أعمال الثورة. وقد أوكل اليه قيادة فصيل “عنبتا –نور شمس”. كما اختير عضواً في اللجنة التي كونها قيادة الثورة لجميع الاعانات. وقد خاض السعدي معارك كثيرة وجرح في معركة عين جالود، ولكنه استمر يقاتل بعد ذلك. وفي 22/11/1937 هاجمت القوات البريطانية بيته في قرية المزار وألقت القبض عليه، وقدم لمحاكمة صورية حكم فيها عليه بعد ثلاثة أيام بالاعدام شنقاً. وفي 14 مضان سنة 1356هـ الموافق 27/11/1937م أعدم فرحان السعدي شنقاً في سجن عكا وهو صائم بعد أن رفضت سلطات الانتداب البريطاني تخفيف الحكم عليه أو تأجيل تنفيذه غير عابئة بالحملة العربية التي كانت من أجل انقاذه. وقد هز هذا التنفيذ مشاعر الشعب العربي الفلسطيني كافة وتألفت على الفور جماعة ثورية كبيرة تحمل اسم “إخوان فرحان”.
المراجع:
- مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج3، ق2، بيروت 1971.
- أكرم زعيتر: الحركة الوطنية الفلسطينية (1935 – 1939)، بيروت 1980.
- أكرم زعيتر: وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية (1918 – 1939)، بيروت 1979.