أخو الخليفة الأموي معاوية* ولد من بني كنانة، وكان أفضل بن أبي سفيان. ويقال له يزيد الخير ويكنى أبا خالد.
أسلم يزيد لما فتح المسلمون مكة عام ثمانية للهجرة فبدأت بذلك صفحة جديدة من تاريخ حياته تروي بلاءه وحزمه وفضله في ميادين القتال والقيادة والادارة والتعليم. وتشير الأخبار إلى حسن اسلامه وورعه. وقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم أخته أم حبيبة وكان ينزل عليه بعض ضيفانه. وقد شهد غزوة حنين وحصار الطائف.
اختاره أبو بكر الصديق أميرا على الجيش الذي دفعه لفتح بلاد الشام. وكان جيش يزيد أول جيوش الفتح زمن خلافة الصديق، وله فضل السبق في احراز أول انتصار على الروم في أرض عربة في فلسطين. ثم شارك يزيد في فتح بصرى وعمان وعرندل، وسيره أبو بكر لنجدة عمرو بن العاص* في فلسطين فسار بمن معه، واجتمع المسلمين في أجناص (13هـ) بين الرملة* وبيت جبرين* وهزموا الروم ثم هزمومهم في واقعة فحل*.
كان يزيد على قيادة كراديس ميسرة جيش المسلمين في اليرموك*. واشترك بعدها في حصار دمشق ونزل على الباب الصغير بكيسان وكان ممن أثبت شهادته على كتاب الصلح معها. وألقيت على عاتقه مسؤولية حمايتها وفتح البلاد المحيطة بها. وأنزل بالروم، بمساعدة خالد بن الوليد، هزيمة قوية في” مرج الروم”. ثم سار بجيشه إلى صيدا وعرقة وبيروت وجبيل وفتحها. وقد بلغه أثناء ذلك أن الروم كثروا بسواحل الأردن وفلسطين وكاثروا عمرو بن العاص، وأن أبا عبيدة يستعد لنجدته فسار ممدا لعمرو وغلبا الروم ف تلك السواحل.
ولما قدم عمر بن الخطاب* واجتمع بأمراء الأجناد في الجابية كان يزيد بن أبي سفيان أول من لقبه منهم. وقبل أن يتم المسلمون فتح بلاد الشام داهمهم وباء الطاعون فأتى على كثير منهم. وقد مات فيه أبو عبيدة بن الجراح ثم معاذ بن جبل* فأرسل عمر بن الخطاب بتأمير يزيد بن أبي سفيان. وقيل ان عمر كان قد ولى يزيد من قبل على أجناد فلسطين فجعل يزيد خليفته عليها أخاه معاوية.
أظهر يزيد اهتماما كبيرا بتصفية الجيوب البيزنطية في بلاد الشام، ولا سيما في قيسارية* التي أرسل أخاه معاوية في جيش لحصارها وفتحها. ولم يشغله القتال عن الاهتمام بالعلم. فقد أرسل الى الخليفة عمر بن الخطاب يخيره أن أهل الشام يحتاجون إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين. فبعث عمر اليه معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت* وأبا الدرداء فأنزلهم يزيد في لندن الكبرى. وكان يزيد نفسه من أهل العلم. فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر، وأخذ عنه أبو عبد الله الأشعري وعياض الأشعري وغيرهما.
أصيب يزيد بن أبي سفيان باطاعون وهو يشهد حصار قيسارية فانتقل إلى دمشق ومات فيها بلا عقب وهو على وجه التقدير في العقد الخامس من عمره.
المراجع:
- الطبري: تاريخ الرسل والملوك، القاهرة 1962.
- ابن الاثير: الكامل في التاريخ، القاهرة 1303هـ.
- ابن الاثير: أسد الغابة في معرفة الصحابة، القاهرة 1280هـ.
- ابن سعد: الطبقات الكبرى، بيروت 1960.
- ابن عبد البر: الاستيعاب في أسماء الأصحاب، مصر 1312هـ.
- ابن عساكر: تهذيب تاريخ دمشق، بيروت 1979.
- البلاذري: فتوح البلدان، القاهرة 1319هـ.
- أحمد بن أعثم الكوفي: كتاب الفتوح، حيدر آباد 1968.
- اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، بيروت 1960.