مدينة صهيونية تنسب إلى تيودور هرتزل أحد مؤسسي الحركة الصهيونية وتقع في السهل الساحلي* قرب البحر على بعد 11 كم شمالي تل أبيب* وفي مقاطعتها. ويتميز موقعها الجغرافي بأهمية لوقوعها على طريق تل أبيب – حيفا وقربها من البحر الميت حيث مرفأ أبولونيا الهيليني وقلعة أرسوف* الصليبية ولمجاورتها مجموعة مدن تكون مع تل أبيب تجمعا سكانيا حضريا كبيرا. وأقرب هذه المدن اليها مدينة رامات هاشارون* التي تقع جنوبيها على بعد 3 كم.
أسست موشاف هرتسليا في 22/11/1924 جمعية الكومنولث الصهيوني الأمريكية (وكالة متخصصة في شراء الأراضي) على أرض قرية الحرم* (سيدنا علي) العربية. وقد عني سكانها الأوائل بزراعة الحمضيات التي تجود في تربية السهل الساحلي الفلسطيني. ولكن توقف تصدر الحمضيات خىل الحرب العالمية الثانية دفع السكان إلى العناية بزراعات أخرى وانشاء بعض المشروعات أخرى وانشاء بعض المشروعات الصناعية. وقد ظلت هرتسليا مستعمرة صغيرة بطيئة النمو لا يزيد عدد سكانها على 5,300 نسمة حتى عام 1948.
أخذت حدود منطقة هرتسليا البلدية تتوسع توسعا ملحوظا بعد عام 1948. واتجه النمو العمراني نحو الغرب حتى شاطىء البحر. ورافق ذلك نمو سريع في عدد السكان فأصبح عددهم عام 1955 نحو 21,000 نسمة، ووصل إلى 31,000 نسمة عام 1963 و 44,300 نسمة عام 1973 و63,200 نسمة عام 1983، و82,100 نسمة عام 2001. وقد تحولت هرتسليا عام 1961 إلى مدينة ذات بلدية مستقلة بشؤونها وأخذت تتخطى بعمرانها الأرض الزراعية وترتفع إلى الكثبان الرملية الشاطئية في الغرب لتؤلف مدينة هرتسليا الجديدة. وبدت المدينة منذ بداية السبعينات قسمين منفصلين هما: هرتسليا الشرقية، أو البلدة القديمة التي تعد منطقة سكنية، وهرتسليا الغربية الجديدة التي تنقسم إلى ثلاث مناطق مختلفة الوظائف. فالمنطقة الأولى سكنية، والمنطقة الثانية الجنوبية منطقة صناعية تضم معظم مصانع المدينة. والمنطقة الثالثة غربية على شاطىء البحر، وهي منطقة استخدام تضم أكبر الفنادق.
تشتهر المدينة بمنتزهاتها ومناطقها الخضراء الفسيحة بين الأحياء السكنية وبين قسميها. ولكن العمران بدأ يزحف مؤخراً إلى هذه المناطق الخضراء، وسينتهي الأمر إلى التحام شطري المدينة الشرقي والغربي. ولا شك أن قربها من تل أبيب عامل هام من عوامل نموها السكاني والعمراني. فقد شجع ذلك عددا من العاملين في تل أبيب على السكن في هرتسليا.
كذلك كانت النهضة الصناعية في المدينة عاملا بارزا آخر في هذا النمو. وأبرز مصانعها مصنع المعلبات ومصنع الحلويات والمرطبات ومعمل حلج القطن. وفيها مصانع لانتاج المواد الطبية والنسيج والأقلام والألمنيوم والآليات والالترونيات. وفيها محطة لمراقبة الاشعاعات النووية.
وهرتسليا إلى جانب ذلك كله مدينة سياحية وأثرية فيها المناطق والمسابح والمتنزهات، وتجذب اليها أعداد من أثرياء اليهود للاستخدام أو الاقامة.
المراجع:
- أنيس صايغ: بلدانية فلسطين المحتلة (1948-1967)، بيروت 1968.
- المكتب المركزي الاسرائيلي للاحصاءات: نشرة المواقع والسكان رقم 41 (بالعبرية) القدس 1974.
- The World Current Population for Cities and Towns of Israel (Internet).