صدر هذا الميثاق في 16/6/1999 الذي يعبر عن تمسك أبناء القدس* وأكنافها بحقوقهم التاريخية الثابتة في القدس وحق العودة وتقرير المصير ورفض مشاريع التوطين والتأكيد على تحميل هذه الأمانة للأجيال القادمة، وذلك بعد اصدار جمعية عين كارم* ميثاقاً للشرف تمسكا بالأرض والحقوق الثابتة في فلسطين.
وقع البيان الاف وأعلن عنه في مؤتمر صحفي وأرسلت نسخ منه إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة وعدد كبير من المسؤولين في الدول العربية المختلفة، وفيما يلي نص الميثاق:
بسم الله الرحمن الرحيم
ميثاق شرف صادر عن أهالي القدس وأكنافها
“أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم حق الا أن يقولوا ربنا الله”. صدق الله العظيم (الحج 38 و39).
نحن أبناء القدس وأكنافها المقيمين في الأردن ومختلف بقاع الشتات. انطلاقاً من ايماننا بحقنا غير القابل للتنازل والراسخ عبر التاريخ، في مدينة القدس. قلب فلسطين – منذ أوجدها الكنعانيون العرب، ومنذ وثق عمر بن الخطاب في عهدته العمرية التاريخية عروبتها وتعايشها الاسلامي المسيحي، وشهد التاريخ جهادنا ونضالنا المتواصل الدؤوب للذود عن حياض وطننا وحماه، ولم يزدنا تقلب الأيام والسنين الا قوة وصلابة في تمسكنا به وبكل ذرة من تراب فلسطين، الذي جيل بدماء الشهداء.
وانطلاقاً من أن قضية القدس هي جوهر الصراع العربي الصهيوني، وبأنها عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة الناجزة، وهي أمانة في عنق كل عربي ومسلم، وبأن الحق في سيادتنا على قدسنا وأكنافها،هو حق أبدي لا تنتزعه منا معاهدة أو اتفاق أو أي شكل من أشكال الاحتلال، فإن حقنا في العودة إلى ديارنا حق نتمسك به ونطالب به وهو أمر حتمي، ويعيش حلم تحقيقه في وجداننا وضمائرنا، على الرغم من التشرد والشتات. كما أنه حق من حقوقنا كفلته جميع الشرائع الدينية والدنيوية وكلفته الأمم المتحدة في قراراتها المختلفة، وبخاصة قرار 194 لعام 1994. كما كفله الاعلان العالمي لحقوق الانسان، الذي يجسد حق الشعوب في أرضها وممتلكاتها ووطنها. وتعبيرا عن ايماننا المطلق بحقنا في العودة إلى ديارنا في القدس وأكنافها، وهو حق نتمسك به نحن وأبناؤنا. وتأكيداً لرفضنا القاطع لاستمرار التشرد واللجوء والشتات خارج مدينتنا المقدسة، فاننا نحن أهالي القدس وأكنافها نعلن ما يلي ونلتزم به.
أولاً: إن الاهداف التي تتضمنها هذه الوثيقة هي قواعد ثابتة، ومسلمات أساسية لا تختلف حولها، وهي نابعة من صميم قناعتنا ووجداننا وتراثنا الديني والحضاري العريق.
ثانياً: اننا نسعى إلى ترسيخ مفهوم المحافظة على الهوية العربية للقدس وأكنافها – هوية عربية – إسلامية ومسيحية، وتعميق هذا المفهوم وتعميمه بين أبنائنا ليكون نبراساً لهم، وليظل قناعة راسخة وسلوكاً يضمن ارتباطهم بمدينتهم المقدسة، وأن لا ييتعدوا عن هذا النهج القويم مهما نأت بهم المسافات وطال الزمن وسدت المسالك.
ثالثاً: اننا نتمسك بحقنا التاريخي في السيادة على القدس وسائر فلسطين، وهو حق أزلي لا يملك أحد أو هيئة التصرف به ولا تنتزعه منا مؤامرة زرع اليهود في بلادنا، ولا تلغيه معاهدات أو اتفاقيات تفرضها القوة الغاشمة وموازين القوى غير المتكافئة بعيدة عن مرتكزات الحق ومبادىء حقوق الانسان. وان حق سيادتنا على أرضنا حق ثابت، لا نفرط فيه ولا نتنازل عنه
رابعاً: اننا نتمسك بحق العودة إلى القدس وأكنافها ونرفض المساومة على هذا الحق أو التفرط فيه أو البديل عنه، وهو حق من حقوقنا الأساسية تدعمه قرارات الشرعية الدولية، نطالب به ونسعى إلى تحقيقه.
خامساً: إنا نرفض رفضاً قاطعاً مؤامرة التعويض عن الممتلكات مهما كانت صيغة هذا التعويض وأنواعه وجهاته كافة، ونعمل على توعية ابنائنا كي يحذروا من خطورة هذه المؤامرة الخبيثة، لأنها تهدف إلى نزع حق الملكية والعودة من أصحابها الشرعيين.
سادساً: أن بيع الأرض أو الممتلكات، أو أي جزء منها، أو التنازل عنها لأية جهة كانت، أو قبول التعويض عنها يعد خروجاً على الدين ومساساً بالشرف وتفريطاً في صميم وجودنا وكرامتنا، ويستحق فاعله كل امتهان واحتقار ونبذ ولعنة الاجيال.
سابعاً: يتعهد الموقعون على هذه الوثيقة باحترام بنودها والالتزام بها وتعميم نشرها بين أهالي بيت المقدس وأكنافها وأبنائهم وأحفادهم كميثاق شرف يجب التمسك به، ومعيار تقاس به مواقفهم وسلوكهم بالقول والعمل.
ونوصي أبناءنا وأجيالنا القادمة بأن يكون هذا الميثاق معلنا على طريق استرداد حقوقنا في القدس عاصمة فلسطين الحرة.
ونحن الموقعون أدناه نعتبر هذا الميثاق عهد شرف، وعقدا مبرما أم الله ونقسم على عدم مخالفته أو الخروج عليه أو نقص أي بند من بنوده مهما تكن الدواعي والأسباب والظروف.
والله على ما نقول شهيد.
عمان في 16/6/1999
الميثاق القومي: رَ: شفا عمرو (مؤتمر -)
الميثاق القومي العربي: رَ: المؤتمر العربي القومي
الميثاق القومي الفلسطيني (1919):
رَ: الجمعيات الاسلامية – المسيحية
رَ: المؤتمر العربي الفلسطيني