صحافي وواحد من رجالات الرعيل الأول في فلسطين وكنيته أبو الحسن. ولد في نابلس* وتلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي في مدارسها. وقد عمل في الصحافة* مراسلاً لجريدة فتى العرب البيروتية في يافا. وعلى صفحاتها كان من أوائل من حذروا من الأهداف الصهيونية في فلسطين.
لجأ في مطلع الحرب العالمية الأولى إلى القاهرة هرباً من مظالم جمال باشا، ولكن السلطات البريطانية وضعته لأكثر من سنتين (1915-1917) في معتقل الجيزة. وحين وضعت الحرب اوزارها عاد إلى فلسطين وشارك في تحرير جريدة “سورية الجنوبية*” التي كانت تصدر في القدس*. ثم عين مديراً للبريد والبرق في نابلس، ولكنه لم يستطع البقاء في وظيفته هذه بعد أن اطلع على مكان سلطات الانتداب وسعيها لتنفيذ المطامع الصهيونية فاستقال وغادر فلسطين إلى مصر.
عمل في القاهرة على تأليف اللجنة الفلسطينية* سنة 1920 وتولى رئاستها وكتب عن فلسطين في عدة صحف منها جريدة اللواء المصري، فحذر من المخاطر الصهيونية ومن سعي بريطانيا لإنشاء دولة يهودية، وأقام علاقات وثيقة مع عدد من رجالات مصر الوطنين منهم الدكتور محمد حسين هيكل الذي كان يتولى رئاسة تحرير جريدة السياسة. وأصدر سنة 1924 جريدة الشورى ومعها كانت تصدر نشرات مكتب الاستعلامات العربي الفلسطيني عن جرائم الاستعمار في سورية وفلسطين. وكانت جريداته تعمل للقضايا العربية ومؤتمر دعوات التحرر أينما كانت. ووصفها بأنها “جريدة تبحث في شؤون البلاد العربية والأقطار المستعبدة”. وجعل من هذه العبارة شعاراً لها مكتوبا تحت اسمها. وهكذا، وبسبب سياستها هذه، منعت من دخول معظم الأقطار العربية الخاضعة للاستعمار، وبخاصة فلسطين وسورية ولبنان، وصودرت أعدادها. واضطر الطاهر الى اغلاقها سنة 1931 واصدارها بأسماء أخرى منها “الرقيب” و”المنهاج” و”الناس” و”الجديد” و”الشباب” و”العلم المصري”.
زار فلسطين سنة 1925 فشهد بعينيه قيام المستعمرات الصهيونية في الأراضي العربية على أنقاض القرى العربية. وعاد إلى مصر وقد ازدادت حدة حملته على الصهيونية وبريطانيا.
لقي محمد علي الطهر بعض المصاعب في القاهرة. فقد اعتقل سنة 1925 وهذه بعض رجال السياسة من أصدقائه بالطرد من مصر حين وصلوا إلى السلطة. ولكنه بقي صامداً مقيماً في القاهرة كأي أجنبي بلا جنسية مصرية.
ظل على صلة وثيقة بفلسطين وأحداثها، بل أصبح معتمد الحركة الوطنية الفلسطينية في مصر يتولى أمر الاعلام بنشاطها وينشر بياناتها في القاهرة، ويتبادل الرسائل مع المعتقلين في سجون الانتداب البريطاني يحثهم ويشد من أزرهم. ولم يترك مناسبة أو مؤتمر الا حضره شارحاً أهداف الصهيونية ومطامعه طالباً مقاومتها والتصدي لها. وكان يستقبل الوفود الفلسطينية إلى مصر أو المارة بها ويهيىء لها أسباب النجاح في مهامها.
شارك في المؤتمر الاسلامي ف القدس سنة 1931 (رَ: المؤتمر الإسلامي العام) وسجل ما رآه في فلسطين وما دار في خلده من خواطر في كتابه “نظرات الشورى”. وزار فلسطين قبيل اندلاع ثورة 1936-1939* فلم يستطع البقاء طويلاً فيها لأن سلطات الانتداب أنذرته بالخروج فعاد إلى القاهرة. وأخذ على عاتقه مهمة الاعلام بأحداث الثورة وأهدافها. وقد جمع أخبر اثورة وجرائم سلطات الانتداب في كتاب “فلسطين أرض الشهداء”، ولكن السلطات المصرية صادرته بأمر من بريطانيا قبل أن تتم طباعته، ولم يقدر له أن يرى النور فيما بعد.
اعتقل سنة 1940 ومرض في المعتقل فنقل إلى أحد المستشفيات، ولكنه هرب منه وظل هائماً طوال سنتين إلى أن تولى صديقه مصطفى النحاس رئاسة للوزارة فأمر بعدم ملاحقته. وقد سجل ما عاناه في السجن وفي التشرد من “ملحوظات وخواطر وملاحظات متناثرة وبعض الشجون والشؤون والتجارب” في كتابه “ظلام السجن”.
وحين كانت المساعي نشطة لانشاء جامعة الدول العربية بذل كل ما في وسعه ليكون لفلسطين مكان فيها وتم له ذلك.
هاجم الأمم المتحدة لاقرارها مشروع تقسيم فلسطين* وحمل بريطانيا مسؤولية ما جرى ويجري. وسجل ذلك في كتاب “أوراق مجموعة – كتاب أحمر عن فظائع الانكليز وغدر اليهود وصبر العرب”.
اعتقل الطاهر سنة 1949 مدة شهر في معتقل هاكستب قرب القاهرة. وفي سنة 1955 غادر القاهرة التي أمضى فيها نحو 35 سنة إلى بيروت فاستقر فيها دون أن يقطع صلته بالأحداث. وفيها توفي ودفن.
المراجع:
- بيان نويهض الحوت وخيرية قاسمية: فقيدان فلسطينيان كبيران: عبد الحميد شومان ومحمد علي الطاهر، مجلة شؤون فلسطينية، العدد 39، تشرين الثاني 1974.
- يعقوب العودات: من أعلام الفكر والأدب في فلسطين، عمان 1976.
- أكرم زعيتر: الحركة الوطنية الفلسطينية (1935-1939)، بيروت 1980.