أبو العون شمس الدين السفاريني النابلسي الحنبلي. ولد بقرية سفارين من قرى نابلس، ونشأ فيها، واشتغل بالعلم وتلا القرآن وقرأ في علوم كثيرة. توجه السفاريني إلى دمشق طالباً العلم فأخذ عن أشهر العلماء. ومنهم الشيخ عبد الغني بن اسماعيل النابلسي*، وشيخ الاسلام محمد بن عبد الرحمن الغزي. وقد حصل على إجازات كثيرة.
كان شمس الدين يحفظ الكثير من الشعر العربي وكان ذا باع في علم التاريخ وحفظ وقائع الملوك والأمراء والعلماء والأدباء وما وقع في الأزمان السابقة.
عاد شمس الدين إلى بلده، ثم استوطن نابلس* واشتغل فيها بالتدريس والافتاء وكتب من الفتاوى ما لو جمع لبلغ عدة مجلدات كما يقول المرادي. وقد كان ملازما لنشر علوم الحديث. ووصف بأنه شيخ الحديث في عصره، وأنه الحافظ الكبير ومحدث الشام. وقد كان ناصراً للسنة قوالاً بالحق.
وكان شمس الدين يمنع الاجازات. فقد استجازه طالبو العلم من مصر والحجاز واليمن وغيرها.
وللسفاريني مصنفات كثيرة بين العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية والسيرة وغيرها. ومن مصنفاته: “نفثات صدر المكمد بشرح ثلاثينات المسند” شرح فيه ثلاثيات مسند أحمد بن حنبل، و”نتائج الأفكار في شرح حديث سيد الاستغفار”، و”تفاضل العمال بشرح حديث فضائل الأعمال”، و”الدرر المصنوعات في الأحاديث الموضوعات”، و”كشف اللثام بشرح عمدة الأحكام”.
ومنها “معارج الأنوار في سيرة النبي المختار” و”تحبير الوفا في سيرة المصطفى”، و”منتخب كتاب الزهد للامام أحمد بن حنبل”، وقد حذف منه المكرر والأسانيد.
ومنها “غذاء الألباب في شرح منظمومة الأداب”، وهي منظومة الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد القوي المرداوي الحنبلي المتوفي سنة 669هـ/1270م، و”الملح الغرامية بشرح منظومة ابن فرح اللامية”، أي قصيدة “غرامي صحيح …”، و”البحور الزاخرة في علوم الآخرة”، و”الجواب المحرر في الكشف عن حال الخضر والاسكندر”، و”القول الجلي في شرح أمير المؤمنين علي”، و”الدر المنظم في فضل شهر الله المحرم”، و”اللمعة في فضائل الجمعة”، و”تحفة النساك في فضل السواك”.
ومنها: شرح لمنظومته “الدرة المضية”، ويسمى “شرح عقيدة السفاريني”، شرح فيه منظومته في عقيدة السلف، و”رسالة في بيان الثلاث والسبعين فرقة الكلام عليها”.
وله أشعار في الغزل والرثاء، والوعظ والمراسلات (الاخوانيات).
توفي في نابلس سنة 1188هـ/1774م، وقيل 1189هـ/1775م، ودفن بالتربة الشمالية فيها.
المراجع:
– نجم الدين الغزي : الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة، بيروت 1979.
-محمد خليل المرادي: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، القاهرة 1301. – جميل الشطي: مختصر طبقات الحنابلة، دمشق 1239هـ.
– اسماعيل الباباني البغدادي: ايضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، استانبول 1945-1947.
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، بيروت 1972.