قبيلة يمانية وثيقة الصلة بجذام* وعاملة*. وقد قويت هذه الصلة بعد الإسلام* إذا ارتبطت لقبائل الثلاث برابطة المصلحة المشتركة التي غدت في قوتها مماثل رابطة النسب، إن لم تكن أقوى منها. وتعد لخم أقوى القبائل الثلاث وأقدمهن.
وتاريخ لخم قبل الإسلام – عدا لخم العراق- غير معروف بصورة دقيقة، وتختلط فيه الأساطير بالحقائق التاريخية.
ومهما يكن من أمر فإن الروايات تشير إلى أن القرنين السابقين لظهور الإسلام شهدا انتشار لخم في سورية وفلسطين والعراق وتأسيسها إمارة المناذرة في الحيرة. وانتشرت لخم بعد الإسلام في الأندلس فكان منهم بنو عباد ملوك أشبيلية. كما أنهم نزلوا العراق ومصر.
استقرت لخم في مواطن جذام في بلاد الشام نفسها، فكانت البلقاء مثلا في أيدي لخم وجذام. كما اعتقنت القبيلتان النصرانية وكانتا قبلاً تعبدان كوكب المشتري وتحجان إلى صنم في مشارف الشام يقال له الأقيصر.
وعند ظهور الإسلام ضعفت لخم وقويت جذام واستطاعت ابتلاع الأولى في سورية وفلسطين. على أن هذا الاندماج تم بصورة سلمية متفق عليها. وكونت القبيلتان كتلة واحدة في أحداث صدر الإسلام، حتى أن نسبة الجذامي غدت تعني اللخمي. وقد انضمت طائفة من لخم إلى الروم في غزوة مؤتة سنة 8 هـ. وسارت طائفة منهم ستة 14 هـ مع هرقل* إلى انطاكية.
وفي عصر الأمويين صار لجذام دور متميز، واشتركت في معركة صفين مع معاوية بن أبي سفيان* سنة 37 هـ، وفي حالات الأمويين على الحجاز، واستمرت القبيلتان تحت قيادة واحدة.
المراجع:
- الطبري: تاريخ الرسل والملوك، ليدن 1881-1883.
- ابن جزم: جمهرة أنساب العرب، القاهرة 1948.
- جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، بيروت 1968.
لخيش: رَ: الدوير (تل -)