الكويكرز أو الاصدقاء طائفة مسيحية بروتستانية منتشرة في أمريكا الشمالية. وهي ترفض على العموم العنف والعنصرية والظلم. ويعتبر الأب فورست محرر صحيفة “كندا تشيرتش أويزرفر” من أبرز الناطقين باسمها في تلك الديار.
وضعت لجنة خدمات الأصدقاء الأمريكين التابعة لهذه الطائفة مشروعاً لحل قضية فلسطين نشرته عام 1970 في كتيب عنوانه “البحث عن السلام في الشرق الأوسط” وضمنته أربع نقاط. ويعتبر لاندروم بولينغ أحد أهم واضعي هذا التقرير.
تركز النقطة الأولى على التحرر النفسي والعاطفي بحيث ينتهي الخوف والكراهية بين الطرفين العربي والإسرائيلي. ولذلك ينبغي على (إسرائيل) أن تعد بالانسحاب من المناطق المحتلة. “وتدحض الاتهام الموجه إليها بالسعي لأهداف توسيعية أخرى”. وعلى العرب أن يقبلوا (إسرائيل) كدولة ذات سيادة. كما يتوجب على الدول الأربع الكبرى أن تكون على استعداد للتوقيع على تسوية يتم الاتفاق عليها بين (إسرائيل) والأردن ومصر وتجري مناقشتها بالتشاور مع العرب الفلسطينيين.
وتشمل النقطة الثانية بذل الجهود للعمل على فصل القوات العسكرية عن طريق:
1) إنشاء قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة لا يتم حلها إلا بقرار من مجلس الأمن، وتكليفها إقامة منطقة عازلة على جانبي خطوط الحدود المتفق عليها.
2) إنشاء لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة تتولى تسجيل جميع أعمال العنف وتبليغها إلى الأمم المتحدة وإلى وسائل الإعلام.
3) تخفيض تدفق الأسلحة إلى الشرق الأوسط.
وتستلزم النقطة الثالثة بذل الجهود لتحقيق تسوية سياسية عن طريق المفاوضات للوصول إلى اتفاقات يقبلها العرب (وبوجه خاص العرب الفلسطينيون) والإسرائيليون. وتبنى هذه التسوية على الخطوط الموجهة التالية:
1) يجب أن يكون حق البقاء “لجميع دول الشرق الأوسط” مقبولاً من جميع دول المنطقة.
2) يجب أن تنتهي جميع الأعمال الحربية والادعاء بها من قبل إحدى دول الشرق الأوسط ضد دولة أخرى فيه.
3) تخلي (إسرائيل) على مطالبها بضم المناطق التي استولت عليها في حرب 1967* وتعهدها بالانسحاب من المناطق التي احتلتها في هذه الحرب كي يصار إلى تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 242 بكل إخلاص.
4) يجب اعتراف جميع أطراف النزاع بحق العرب الفلسطينيين في تقرير مصيرهم واتخاذ الترتيبات المناسبة من قبل الأمم المتحدة للتأكد من إرادة الفلسطينيين. وإلى أن يتم تقرير المصير بوضع قطاع غزة والضفة الغربية تحت الوصاية، أو تحت نوع مماثل من الإرادة الدولية، كبديل للاحتلال العسكري الإسرائيلي.
5) خلال الفترة الانتقالية اللازمة لاستعادة السلام في المنطقة بموجب أن يقام شكل من أشكال السلطة الدولية المؤقتة في سيناء ومرتفعات الجولان* المجردين من السلاح.
6) فيما يتعلق بالقدس* يتوجب على العالم أن ينشىء حقوقاً لا تنتهك في حرية وصول اليهود بصورة دائمة إلى الحائط، ووصول المسلمين إلى قبة الصخرة*. وعلى الطرفين تأمين حرية وصول المسيحيين إلى أماكنهم المقدسة. ينبغي أن يتمتع اليهود والعرب بحكم ذاتي منفرد مع وجود بعض الخدمات البلدية المشتركة بتنسيق من قبل وكالة تابعة للأمم المتحدة. كما يجب أن تبقى المدينة موحدة ومنزوعة السلاح لأنه لا يمكن أن تكون تحت سيطرة دين واحد أو دولة واحدة.
7) يجب أن يضمن لسفن جميع الدول حقها في حرية المرور البري في خليج العقبة* وقناة السويس.
7) للعرب الفلسطينيين الذين أصبحوا لاجئين بعد صدور قرار التقسيم من قبل الأمم المتحدة عام 1947 الحق في العودة أو التعويض وفق قرارات الأمم المتحدة المكررة. وأما اليهود الذين طردوا من بلادهم في العالم العربي فيجب أن تشملهم عملية التعويض كذلك.
وتتضمن النقطة الرابعة إبراز الحاجة إلى من يؤيد التسوية وإعادة البناء بالمساعدة المالية غير المشروطة. ويساعد في هذا المضمار مصرف شرق أوسطي ومؤسسة شرق أوسطية للموارد الإنسانية يقامان في القدس.
هاجمت (إسرائيل) المشروع بعنف واعتبرته دليلاً على عداء الطائفة للإسرائيليين واليهود. وتمكنت الحركة الصهيونية من التعتيم عليه إعلامياً في الغرب. وأما الأوساط العربية فقد استقبلته بفتور لأنه لا يؤكد مراحله الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني*.
اللجنة الصهيونية: رَ: ثورة 1920
اللجنة الصهيونية في فلسطين:
رَ: المنظمة الصهيونية العالمية