بحيرة طبرية جزء من مجرى نهر الأردن*. وقد سميت بهذا الإسم بعد بناء مدينة طبرية* على ساحلها الغربي. وكانت تسمية المدينة نسبة إلى اسم الامبراطور الروماني طيباريوس. يطلق على البحيرة اسم بحر الجليل أحياناً لوقوعها في الطرف الشرقي لإقليم الجليل. وكانت تسمى قديماً بأسماء متنوعة، على بحر كيناريت نسبة إلى مدينة كيناريت التي كانت من ساحلها في الزمن القديم، وبحيرة جنيساريت لقربها من إقليم جنيسار المشهور بالحدائق الملكية المحيطة بقصر الحاكم الروماني هيرود على البحيرة. وسماها الجغرافي الروماني “بليني pliny” باسم بحيرة ترشيحة نسبة إلى المدينة التي كانت في الطرف الجنوبي للبحيرة.
أ نشأة البحيرة: ترتبط نشأة البحيرة بنشأة بحيرات وادي الأردن في عصر البلايستوسين الأسفل. وقد اتصلت مجموعة بحيرات وادي الأردن خلال العصر المطير فيما عرف بالبحيرة الأردنية القديمة، التي امتدت من بحيرة طبرية الحالية شمالاً إلى مسافة 30 كم جنوب البحر الميت* الحالي. ومساحة هذه البحيرة، التي عرفت أيضاً باسم بحيرة اللسان نسبة إلى إرساباتها المعروفة، قدرت بنحو 3.100كم2. وفي عصر البلايستوسين الأعلى بدأت هذه البحيرة تنكمش بفعل التبخر وانخفاض التروبة بعد أن سادت ظروف الجفاف، وأخذت تفقد خلال جفافها نحو 4.030 مليون م3 سنوياً في المتوسط، على أساس أن معدل التبخر السنوي بلغ آنذاك 130 سم.
تعد بحيرة طبرية من مخلفات بحيرة اللسان،أحاطت بوضعها المتكون من حوض انهدامي (انكساري)، عتبة بازلتية تألفت من تدفقات المهل البركاني (اللافا) المتراكم في وادي الأردن بين حوضي طبرية والحولة. وكانت تحيط بهذا الحوض حافة تألفت من رواسب طميية لدلتا نهر اليرموك في الجنوب، بالإضافة إلى حافتي الجليل والجولان المطلتين على حوض بحيرة طبرية من الغرب والشرق. وكان هذا الموضع الحوضي عاملاً هاماً في الاحتفاظ ببعض مياه البحيرة اللسان، إلى جانب صلاحة لتجمع المياه المنحدرة إليه. من جهة أخرى، فإن وجود صدع (انكسار) مختف ممتد في قاع بحيرة طبرية بموازاة شاطئها الغربي، عرض قاع البحيرة حتى أصبح منخفضاً حوضياً تتجمع فيه المياه.
والعتبة البازلتية المذكورة هي خط تقسيم مياه بين بحيرتي طبرية والحولة*. أي أن حوض طبرية كان مستقلاً عن حوض الحولة. ومن المعتقد أيضاً أن نهر اليرموك القديم كان يصب في حوض طبرية، وأن دلتاه كونت سهلاً مرتفعاً جنوب بحيرة طبرية، ينحدر من الشرق إلى الغرب انحداراً تدريجياً. وعندما تعرض حوض بحيرة طبرية للهبوط، بفعل الحركات التكوينية على جذب خط الصدع (الانكسار) الموازي لشاطىء البحيرة الغربي، اضطر الرافد الشمالي للبحيرة (وهو ما يعرف الآن بالمجرى الأوسط لنهر الأردن) أن يجدد شبابه بتعميق مجراه والحفر تراجعياً لهبوط مستوى أساسه، وقد جاهد بصعوبة بالغة لتكوين مجرى خانقي في العتبة البازلتية، حيث تم اتصاله بالرافد الجنوبي لبحيرة الحولة في عملية أسر نهري. وبذلك نجحت الحركات التكتونية، وعمليات النحت والتعرية في تمهيد السبيل أمام ما يعرف بنهر الأردن للوصول إلى بحيرة طبرية في أواخر عصر البلايستوسين، وأوائل عصر الهولوسين.
وقد نتج عن ارتفاع مستوى المياه وعمل الأمواج المستمر واندفاعها بقوة عبر الشاطىء الجنوبي الذي امتد جزؤه الغربي في بروز نحو الجنوب بحيث أصبح شكل البحيرة أقرب إلى شكل الكمثري منه إلى شكل المستطيل. وما زال الشاطىء الجنوبي لبحيرة طبرية يتقدم نحو الجنوب لأن معظم الحافة السهلية الواقعة جنوب البحيرة، يتكون من إرساليات العلمي ومارن اللسان اللينة التي يمكن نحتها ونقلها بسهولة.
وما يدل على تقدم الشاطىء الجنوبي لبحيرة طبرية نحو الجنوب انغمار بعض المنشآت التي بنيت بعيداً عن البحيرة بالمياه كمخلفات مدينة بيت براح الكنعانية القديمة. ويمكن مشاهدة آثار كذلك أصبحت أشجار الموز، التي زرعت أصلاً بعيداً عن البحيرة ترتطم بمياه البحيرة، وغمرت مياه البحيرة جذوع بعض أشجار الكينا التي زرعت فيما مضى بعيداً عن الشاطىء الجنوبي.
إن معدل امتداد الشاطىء الجنوبي لبحيرة طبرية بفعل نشاط الأمواج، يتدرج من 30 إلى 40 سم في السنة. أي أن طول البحيرة ازداد بمرور ثلاثة أرباع القرن الحالي حوالي 26.5م. وبذا قدر عمر البحيرة بنحو 20.000 سنة، وافترض أن الخط الأصلي للشاطىء الجنوبي كان يقع إلى الشمال من الخط الحالي بنحو 2كم.
ب- المظهر الجغرافي للبحيرة: البحيرة ذات شكل بيضي غير منتظم، يشبه القيثار أو الكمثري. تبلغ مساحتها 165كم2، وأكبر طول لها 23كم، وأعظم عرض لها 14كم. يتدرج انخفاض مستوى سطح مياهها من 209 إلى 214 م دون مستوى سطح البحر المتوسط وذلك حسب الفصول وكميات الأمطار السنوية. وتقع أعمق أجزاء البحيرة على مستوى 254م دون مستوى البحر، وذلك بالقرب من وسط البحيرة، وفي الجزء الشمالي الشرقي منها.
تسود ظروف مناخ السهوب في منطقة بحيرة طبرية، ويتأثر المناخ* بالعامل الطبوغرافي. وبعامل القرب من تتأثر للبحر المتوسط، إذ لا تزيد المسافة في خط مستقيم بينهما عن 50كم. ودرجات الحرارة مرتفعة خلال معظم أيام السنة نظراً لانخفاض المنطقة عن سطح البحر، ووصول الانسمة البحرية إليها خالية من الرطوبة المنطقة، ودفيئة نسبياً، بسبب نزولها من الحافات الجبلية الغربية لوادي الأردن في حالة تضاغط واندفاع. ويبلغ معدل درجة الحرارة في آب 31 درجة مئوية وفي كانون الثاني 14 درجة مئوية، لذلك تنجح زراعة المحاصيل المدارية الحارة كالموز* والحمضيات*، والقطن والذرة والخضر*.
والمنطقة مفتوحة نسبياً للرياح الغربية والجنوبية الغربية رغم وقوعها في ظل المطر. وتؤثر بحيرة طبرية نفسها في المنطقة المجاورة لها بدورة نسيم بحيري محلي. وتتعرض لهبات متقطة من الرياح القوية القادمة أصلاً على شكل نسيم بحري من البحر المتوسط، والهابطة إلى المنطقة من الحافات الجبلية لوادي الأردن، والمتحولة بعد هبوطها إلى رياح دفيئة جافة. تتفاوت سرعتها بين 30 و50 كم في الساعة. فآليتها شبيهة بآلية رياح (الفوهن)، على مقياس صغير. وتتخذ شكل الزوبعة الترابية العمودية التي تدور حول نفسها أثناء تقدمها نحو البحيرة مسببة اضطراب مياه البحيرة وارتفاع حركة أمواجها. وتتعاقب فترة هذه الرياح وفترة سكونها وتدوم بضع دقائق، ويستمر هذا التعاقب حتى المساء، حين يسود الهدوء التام قبل الساعة الحادية عشرة مساء.
إن عواصف بحيرة طبرية معروفة لدى سكان المنطقة منذ زمن قديم. وهي مصدر خطر على قوارب الصيد الصغيرة، لذا فإن الصيادين يتجنبون الصيد في الأجزاء الغربية من البحيرة، حيث تتعرض هذه الأجزاء، لقربها من الزوايا الجبلية، إلى اندفاع الرياح نحوها. ويتجنبون الصيد من بعد الظهر حتى المساء.
وتندفع نحو البحيرة في فصل الشتاء أحياناً رياح قوية مطيرة مسببة ارتفاع أمواجها. وتراوح كمية المطر السنوي على البحيرة ومنطقتها ما بين 350 و500 مم. ولا يتعدى مجموع الأيام المطيرة 50 يوماً في السنة. وتسقط الأمطار على شكل زخات قوية خلال فترات قصيرة في الغالب. وترفع البحيرة نسبة الرطوبة في هواء المنطقة المحيطة بها، إذ يبلغ المعدل السنوي للرطوبة النسبية نحو 65%.
ويساهم تهطال المطر في تزويد البحيرة بمياه يقدر معدلها السنوي بنحو 65 مليون م3، في حين يساهم نهر الأردن في تزويد البحيرة بمعدل سنوي من الماء يصل إلى 560 مليون م3، وتزودها المجاري المائية التي ترقد البحيرة بنحو 135 مليون م3. وبذلك يدفع معدل الواردات المائية السنوية لبحيرة طبرية 760 مليون م3. والمعلوم أن معدل كمية المياه المتبخرة من البحيرة يصل إلى 270 مليون م3 سنوياً. فنتيجة صافي الموازنة المائية للبحيرة، وجود فائض سنوي يبلغ 490 مليون م3، يخرج من البحيرة عن طريق نهر الأردن.
ومياه البحيرة ضاربة إلى الملوحة، بسبب الأملاح الذائبة في نهر الأردن والمجاري المائية الأخرى التي تصب فيها، وبسبب وجود بعض الينابيع المائية المالحة في قاعها الغربي. ويساهم التبخر في تركيز الملوحة في مياه البحيرة، حتى أن نهر الأردن يخرج من البحيرة بمتوسط ملوحة يبلغ 350 جزءاً لكل مليون، بعد أن كان متوسط ملوحته قبل دخوله البحيرة 20 جزءاً لكل مليون. ورغم قيام الصهيونيين بتحويل مياه الينابيع المالحة، التي يقع بعضها خارج البحيرة وبعضها الآخر داخلها، في مصرف يجري إلى نهر الأردن، ويخلص البحيرة من 160.000 طن من الملح كانت تنضاف إلى مياهها، رغم تلك العمل الضار بمياه نهر الأردن، ظلت مياه بحيرة طبرية تزداد ملوحة، لأن الإسرائيليون يسحبون من البحيرة إلى السهل الساحلي الفلسطيني* والنقب* كميات كبيرة من المياه تزيد على 400 مليون م3 سنوياً، مما يزيد تركيز الأملاح في مياه البحيرة. وتذبذب نسبة الملوحة هذه حسب فصول السنة، وكميات الأمطار الهاطلة، وكميات المياه المسحوبة من البحيرة. ففي فصل الشتاء تنخفض نسبة الملوحة، في حين ترتفع في فصل الصيف، أو في سنوات الجفاف فتراوح كمية الكلورين بين 250 و400 مغ/ل.
تنتشر على الشاطىء الغربي للبحيرة رواسب صغيرة، ويظهر فيه ينبوعان هما: عين زاني وعين عايشة اللذان تجري مياههما عبر الصخور* البازلتية المطلة على الشاطىء. وعلى مسافة 2 كم إلى الجنوب من تل حوم، يكون الساحل الشمالي الغربي للبحيرة خليجاً صغيراً، يعرف باسم خليج الطابغة، حيث أقامت (إسرائيل) منشآت خاصة لسحب المياه من البحيرة إلى مشروع نهر الأردن – النقب (رَ: الأردن، استثمار مياه نهر – وروافده). ويمتد هذا الخليج مسافة كيلومتر باتجاه الجنوب. وتوجد خمسة ينابيع في موقع خان منية، وهي ذات مياه دفينة ضاربة إلى الملوحة. وإلى الجنوب من خان مينة توجد عين التين في بداية سهل الغوير.
ويمتد سهل الغوير إلى الجنوب خان منية، وينحصر بين التلال* البازلتية المتراجعة غرباً وشاطىء البحيرة شرقاً. وتجري فيه أودية عمود* والربضية (الربادية) والحمام التي تروي الأراضي الزراعية في هذا السهل الخصيب الفسيح. وعند موقع مجدالا على شاطىء البحيرة ينتهي سهل الغوير المتسع ليبدأ سهل طبرية الساحلي الضيق بعض الشيء. حيث تتقدم مرتفعات الجليل نحو البحيرة. وتقع مدينة طبرية في منتصف هذا السهل الذي يستمر نحو الجنوب حتى خروج نهر الأردن من البحيرة. وسهل طبرية خصيب رغم ضيقه، وتخترقه مجموعة أودية صغيرة قصيرة شديدة الانحدار، وتوجد فيه ينابيع متعددة، بعضها بارد، وبعضها معدني حار (رَ: عيون الماء). ولا يفصل موقع مجدالا بين سهل الغوير وطبرية فحسب، بل يفصل بين الجزء الشمالي من الشاطىء المتجه شمالاً بشرق، والجزء الجنوبي المتجه جنوباً بشرق.
أما الشاطىء الشرقي للبحيرة فيتألف من سهل ساحلي ضيق محصور بين مرتفعات الجولان* والبحيرة. وتخترق هذا السهل مجموعة من الأودية القصيرة ذات الانحدار الشديد. ويتسع الجزء الشمالي الشرقي للبحيرة مكوناً سهل البطيحة الذي يبلغ طوله نحو 4 كم وعرضه 3 كم، ويشتمل على تربات شبيهة بتربات سهل الغوير، وهي تربات طميية ثقيلة غنية بالمادة العصرية. اشتقت من الحجر الكلسي والحواري والبازلت. وأهم الأودية التي تنحدر من هضبة الجولان عبر سهل البطيحة، في طريقها إلى البحيرة، وادي الدورة وادي الدالية. أما وادي السمك فإنه ينحدر من الجولان ويصب في الشاطىء الشرقي للبحيرة.
ج- أهمية البحيرة: تعد بحيرة طبرية مصدراً طبيعياً هاماً بالنسبة إلى فلسطين. فهي خزان طبيعي للمياه المتجمعة في حوض البحيرة، ممتد على مساحة تربو على 165كم2. والبحيرة مصدر عام للثروة السمكية. وبيئة جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، وحد طبيعي بين سورية وفلسطين. وقد حصلت روتنبرغ الكهربائية في عام 1926 على امتياز من سلطة الانتداب البريطاني على فلسطين لاستخدام مياه نهر الأردن وبحيرة طبرية ونهر اليرموك في توليد الكهرباء، فأنشأت محطة كهربائية على جسر المجامع، واستعملت بحيرة طبرية خزان للمياه، وبنت سداً على موقع خروج نهر الأردن من البحيرة لرفع المياه فيها. وسمح لروتنبرغ أيضاً يربط نهر اليرموك بالبحيرة عن طريق قناة تحويلية تمر من مثلث اليرموك.
وفي ربيع عام 1964 انتهت (إسرائيل) من تنفيذ مشروع نهر الأردن -النقب (المشروع المركزي) الذي تضخ المياه بموجبه من بحيرة طبرية في قنوات وأنابيب عبر الجليل والسهل الساحلي، إلى النقب. وبذلك أصبحت بحيرة طبرية منذ ذلك الوقت خزاناً طبيعياً لتجميع المياه وتنظيم رفعها إلى خزان اصطناعي آخر، أقيم خصيصاً لهذا العرض في منخفض البطوف، حيث تنقل المياه بعدئذ إلى السهل الساحلي والنقب. وتقدر الطاقة التخزينية لبحيرة طبرية بنحو 3.000 مليون م3 من المياه. وتقدر الكمية المائية التي تسحبها (إسرائيل) من البحيرة لري النقب بنحو 400 مليون م3 سنوياً. وبالإضافة إلى ذلك تزود البحيرة الأراضي الزراعية في منطقة سهل بيسان جنوبي البحيرة بالمياه عن طريق الأنابيب.
وتشتهر البحيرة منذ الأزمنة القديمة بكثرة أسماكها وتنوعها. وقد لاحظ بعض الدارسين أن أنواعاً من الأسماك*، تعيش في البحيرة هي الأنواع نفسها التي تعيش في نهر النيل. وكان معظم صيادي الأسماك قبل 1948 من السكان العرب، خاصة من سكان مدينة طبرية، لكن الحال تغيرت بعد ذلك، وأصبح الصهيونيون يستغلون البحيرة.
ولا تقتصر أهمية البحيرة على ثروتها السمكية فحسب، بل تتعداها إلى أهميتها السياحية التي تدر دخلاً على سكان المنطقة. وتتوافر المقومات السياحية التي تجعل البحيرة ومنطقتها المحيطة بها بيئة جاذبة للسياح، بفضل المقومات الجغرافية الطبيعية المتمثلة في جمال البيئة الطبيعية، إذ تحيط بمسطح البحيرة المائي السهول الخضراء والأودية الخانقية والجروف والمنحدرات الجبلية. وتعد مدينة طبرية من المشاتي الجيدة لدفء مناخها الشتوي، ولقرب حماماتها منها، كذلك يؤمها آلاف السياح للاستشفاء بمياه ينابيعها المعدنية الحارة. وهناك المقومات التاريخية المتمثلة في المواقع الأثرية والتاريخية حول شاطىء البحيرة، وبخاصة شواطئها الشمالية الغربية، وهناك بعض الأماكن المقدسة والمزارات (رَ: السياحة).
وتستخدم أراضي أطراف البحيرة للأغراض الزراعية، وتتركز الزراعة* في السهول المحيطة مثلما تتركز في قيعان الأودية المنحدرة إليها. وتتناثر الرقاع الزراعية أيضاً على مصاطب المنحدرات الجبلية المطلة على البحيرة، مما يفسح في مجال تنوع الإنتاج الزراعي. وتتفاوت المحاصيل الزراعية ما بين محاصيل بعلية تعتمد على الأمطار، ومحاصيل مروية تعتمد في ريها على المسيلات المائية من الينابيع والأودية.
وتحف بعض القرن والمدن والمستعمرات بشواطىء البحيرة، وأهمها مدينة طبرية وقرية سمخ* ومستعمرة دجانيا، ويمارس السكان حرفاً مختلفة كالزراعة وصيد الأسماك والصناعات الخفيفة (رَ: الصناعة) والتجارة والحمامات وغيرها. وقد هاجر معظم السكان العرب من هذه المنطقة المعمورة نتيجة لاستيلاء (إسرائيل) عليها. أما الجانب الشرقي للبحيرة فأصبح بعد عام 1948 منطقة منزوعة السلاح بين سورية (وإسرائيل)، وهو يضم بعض القرى الزراعية التي هاجر سكانها منها (رَ: المناطق المنزوعة السلاح). وترتبط المواقع المعمورة حول البحيرة بشبكة طرق تربطها بالمناطق الفلسطينية الأخرى. وكان يمر بسمخ خط سكة حديد الحجاز، الذي كان يربط درعا بحيفا عن طريق وادي اليرموك وسهل مرج ابن عامر*.
وقد برزت أهمية البحيرة السياسية عندما عينت الحدود بين سورية وفلسطين في اتفاقية الحدود المبرمة عام 1922 بين فرنسا وبريطانيا (رَ: الحدود السياسية). فقد دخلت بحيرة طبرية داخل الحدود الفلسطينية لإرضاء الصهيونية العالمية التي كانت تمارس ضغطاً كبيراً على كل من فرنسا وبريطانيا أثناء تخطيط الحدود، لحاملهما على ضم معظم المصادر المائية إلى فلسطين، تمهيداً لسيطرة (إسرائيل) عليها. وعندما صمم جونسون في الخمسينات مشروعه الأمريكي لاستثمار مياه نهر الأردن ورافده كان تصميمه مبنياً على أساس أن تكون بحيرة طبرية، التي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1948، خزاناً طبيعياً للمياه، تصبح معه الدول العربية المجاورة والمنتفعة من هذا المشروع تحت رحمة (إسرائيل)، ويكون المشروع تمهيداً للصلح بين العرب (وإسرائيل).
المراجع:
– حسن عبد القادر صالح: الأساس الجغرافي للنزاع العربي – الإسرائيلي حول مياه نهر الأردن، مجلة كلية الآداب، الجامعة الأردنية، 3، العدد1، عمان 1972.
– Ashbel, D.: Conditions of the Winds on the Western and Southern Shores of the Sea of Galilee, Met. Mag, 1936.
– Ben Arieh, Y.: The Shift of the Outlet of the Jordan at the Southern Shore of Lake – Tiberias, Pales. Exp. Quart, 1965.
– Heller, R. M.: My Month in Palestine, London 1929.
– Neumann, J.: On The Water Balance in Lake Tiberias 1935\36-1946\7 Isr. Exp Jour., Vol3, 1953.
– Robinson, E., and Smith.: Biblical Researches in Palestine,Vol.3.
طبرية (جوامع): رَ: الجوامع والمساجد
طبرية (معركة – 1936): رَ: ثورة 1936 – 1939