يقع على بعد 3 كم شمال مدينة الخليل* و450 م إلى الشرق من الطريق الواصل إلى القدس*. وهو المكان الذي يروى أن إبراهيم الخليل أقام فيه.
تذكر المدونات القديمة أن إبراهيم عليه السلام أقام في هذه البقعة أكثر من مرة، وفيها بشرت الملائكة سارة بولدها إسحق*.
كانت تقوم في موقع حرم رامة الخليل بلدة تربينتس Terbinthus وقد دمرها أحد القواد الرومان زمن الإمبراطور فسبسيانوس*. وبعد مضي زمن طويل تحولت المدينة إلى مركز تجاري هام جذب الكثير من التجار من سورية وفلسطين ومصر.
وفي عام 325م بنى الامبراطور البيزنطي قسطنطين* الكبير في ذلك المكان كنيسة لا تزال بقاياها ماثلة للعيان، ومنهاحائطان ضخمان يبلغ طول أحدهما 64م والثاني 50م ويراوح علوهما بين مترين وثلاثة أمتار. وهناك من المؤرخين من يرى أن من بنى هذه الكنيسة بقرب المغارة هو الإمبراطور البيزنطي جستنيان* (482 – 565م) وأنها بقيت قائمة حتى هدمها الفرس عند غزوهم فلسطين عام 614م ولم تبن مرة أخرى.
كانت بقعة حرم رامة الخليل تحمل على الأرجح قبل الفتح العربي اسم “المرطوم” إحدى القرى التي أقطعها الرسول(صلى الله عليه وسلم) تميماً الداري. وقد اهتم العرب المسلمون بقدسية المكان فحافظوا عليه ورمموه باستمرار مسجداً لهم بالقرب منه منذ العصر الأموي*. ولكن الصليبيون هدموه عندما احتلوا المكان (390هـ/1099م) وأقاموا على أنقاضه حصناً لفرسانهم وديراً لرهبانهم وكنيسة على الطراز القوطي.
ذكر ياقوت الحموي الرامة فقال: “من قرى بيت المقدس بها مقام إبراهيم الخليل* عليه السلام”.
ويقول مجير الدين الحنبلي صاحب “الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل”. الموضع الذي يقال له الرامة هو بالقرب من مدينة سيدنا الخليل عليه السلام من جهة الشمال قبلي قرية حلحول”.
أجريت التنقيبات الأثرية للتحقق من هوية الموقع منذ عام 1926. فقد أجرى المعهد الألماني للأبحاث الشرقية بالقدس تنقيبات في الفترة الواقعة بين 1926 و1928 م وتبين أن المكان سكن منذ عصور ما قبل التاريخ. ثم قامت جامعة يوتاUtah الأمريكية بتنقيبات أثرية برئاسة فيلب ماوند. وقد توقفت التنقيبات على أثر حرب 1967*.
المراجع:
– مصطفى مراد الدباغ : بلادنا فلسطين ، بيروت 1972.
– محمود العابدي: الآثار الإسلامية في فلسطين والأردن، عمان 1973.
– Louis Pirot: Supplement Dictionnaire de la Bible, Paris 1938.