أحد شعراء فلسطين المحتلة. ولد في قرية مصمص (قضاء جنين) وتلقى دراسته الابتدائية في قرية أم الفحم* المجاورة، والثانوية في مدينة الناصرة*. ثم عمل في التعليم في إحدى القرى العربية.
لفت راشد حسين الأنظار في مطلع شبابه بنشاطه الوطني وشاعريته المبكرة، وأصبح شاعراً معروفاً من شعراء الأرض المحتلة.
شددت السلطات الصهيونية الرقابة عليه، ولا سيما بعد أن أصدر ديوانه الشعري الأول “مع الفجر” عام 1957. واعتقل عقب اشتراكه في اجتماع “للمسرح الإمبريالي” في الناصرة في كانون الثاني سنة 1958، ثم فصل من وظيفته لمشاركته في نشاط الجبهة التقدمية التي تضم العناصر الشيوعية والقومية (رَ: الجبهة الشعبية الديمقراطية في فلسطين المحتلة).
انتقل للعمل في الصحافة رئيساً لتحرير مجلة الفجر التي أصدرها باللغة العربية حزب المابام*، كما شارك في تحرير القسم العربي من المرصاد (الجريدة العربية لهذا الحزب)، واتخذ من تل أبيب* مقراً له. وأصدر ديوانه الشعري الثاني “صواريخ” عام 1958.
أتيح له أن يحضر سنتي 1959 و1961 مؤتمري الشباب العالمين السابع في فيينا والثامن في بلغراد. وفي نهاية سنة 1961 توقفت مجلة الفجر وأصبح راشد حسين بلا عمل فأخذ يترجم قصائد من اللغة العربية إلى العبرية وبالعكس. وفي تشرين الثاني 1965 غادر فلسطين المحتلة إلى باريس فأمضى بعض الوقت فيها ثم غادرها في كانون الثاني 1966 إلى نيويورك حيث تزوج من فتاة أمريكية كان قد تعرف عليها في فلسطين المحتلة. وعمل بائعاً في أحد المخازن بالمدينة وسجل نفسه دون نجاح يذكر في جامعتها. كما أخذ يعمل بالترجمة لمنظمة التحرير الفلسطينية* ولمكتب الجامعة العربية في نيويورك.
على أن الحياة في نيويورك لم ترق له فعاد في كانون الثاني 1972 إلى بيروت، ثم انتقل إلى دمشق فالقاهرة حيث أحيا أمسيات شعرية ولقاءات جماهيرية كثيرة. وبعد شهرين عاد إلى الولايات المتحدة. ولكنه لم يستطع أن يأتلف مع الحياة فيها فانفصل عن زوجته وساءت حالته النفسية. وفي نيسان 1972 سافر إلى دمشق حيث عمل في مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية* مترجماً من اللغة العبرية إلى العربية. وكتب خلال حرب 1973* تعليقات للبرنامج العبري في الإذاعة السورية. وفي تلك السنة عاد إلى نيويورك وعاش مرة أخرى حياة ضياع وبؤس وأدمن على الشراب. وفي أواخر سنة 1974 عمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية في الأمم المتحدة.
صدر لراشد حسين خلال هذه الفترة ديوانه الثالث “أنا الأرض لا تحرميني المطر” (1976) عن الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين*.
توفي راشد حسين في ظروف غامضة مساء 1/2/1977 في مسكنه بنيويورك، ونقل جثمانه إلى قريته مصمص في الأرض المحتلة، ورثاه شعراء كثيرون.
المراجع:
– راشد حسين: مع الفجر، صواريخ، أنا الأرض لا تحرمني المطر، (دواوين شعر)، الناصرة 1957 و1958، بيروت 1976.
– شؤون فلسطينية: مقالات عن راشد حسين، الأعداد 63، 64، 65، 117.
الراشدون: رَ: عصر الراشدين