واحد من أباطرة الدولة البيزنطية. اعتلى العرش سنة 527م، وكان ضعيفاً فكاد يتنازل عن العرش لولا زوجته تيودورا التي أنقذت عرشه وثبتت دعائمة، وسعى بمساعدتها لإعادة الامبراطورية الرومانية إلى سالف مجدها. واجهت بيزنطة في عهده أخطاراً كثيرة من الغرب والشرق. واضطر جستنيان إلى اتباع سياسة دفاعية في الجبهة الشرقية حيث الخطر الفارسي بقيادة كسرى أنوشروان. قام جسنتيان باصلاحات داخلية في مجال الإدارة والتشريع والبناء. وقد أبدى اهتماماً كبيراً بفلسطين، واستعان بالغساسنة* لإخماد ثورة السامرين سنة 529م، وكافأ الملك الحارث بن جبلة فعينه “سيداً” على جميع القبائل العربية في الشام، وعين أخاه أبا كرب عاملاً على عرب فلسطين.
وعني بالأمور الاقتصادية، وشجع الحركة التجارية في حوض البحر المتوسط، وأمر بجلب شرانق دود القز من الصين، وشجع صناعة الحرير في غزة* وعسقلان. وقد أرسل الأموال إلى فلسطين لترميم المدن التي خربتها الزلازل*، وأعفى السكان من دفع الضرائب* ثلاث سنوات. وفي عهده تم تجديد بناء كبير من الكنائس في مختلف مدن فلسطين، من بينها كنيسة المهد في بيت لحم، والكنيسة التي أقيمت على ضريح القديس جاورجيوس في اللد.
لكن جستنيان لم يوفق في ايجاد حل للخلاف الديني بين كنيسة القسطنطينية والرعايا المسيحيين في ولايات الدولة الشرقية – وفيها فلسطين – الذين انتشرت فيهم المونوفيزية* (مذهب الطبيعة الواحدة)، وكانت الدولة تعارضه.
المراجع:
– فيليب حتي: تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، بيروت 1958.
– فازيلييف: العرب والروم (مترجم)، القاهرة 1935.
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، بيروت 1971.
– Bury J.: The Late Roman Empire, London 1923.
– Diehl, C.: Justinien et la civilisation Byzantine au VIe Siecle, Paris 1901.
Downy, G.: The Late Roman Empire, New York 1969.