حي من اليمن اختلف النسابون والأخباريون فيه، فمن قائل إن التنوخين من بني أسد، ومن قائل إنهم من قضاعة*، ومن قائل إنهم قبائل تحالفات “فتنخت” في مواضعها، أي أقامت. ولم يعرف الزمن الذي كان فيه التنوخيون، ويقال إنهم كانوا في أواخر القرن الثالث الميلادي، ويقال أيضاً إنهم نزلوا الشام قبل الإسلام بقرون. وهم أول من ملك مشارف الشام من قضاعة حتى إن ابن خلدون يشير إلى عدد من ملوكهم، ومنهم النعمان بن عمرو بن مالك وابنه عمرو.
لا تذكر المصادر التاريخية معلومات مهمة عن تنوخ سوى تنصيبهم من قبل الروم. ثم اضمحلالهم وتنصرهم، إذ غلبت عليهم سليح من بطون قضاعة، ثم الضجاعم منهم (رَ: الضجاعمة).
وفي رواية أن التوخيين قاتلوا الفرس فأعجب بهم ملك الروم وأقطعهم سورية وما جاورها من الجزيرة، ولا سيما نواحي حلب.
ومن أخبار تنوخ في أوائل الإسلام* حربهم خالد بن الوليد سنة 12هـ في واقعة دومة الجندل.
ويبدو أن تنوخ توغلت كذلك في شمالي بلاد الشام، فحين صالح المسلمون القبائل العربية في حاضرة حلب وأطرافها كان منها تنوخ. ويذكر ابن العبري أن خمسة آلاف من هؤلاء التنوخيين قد استجابوا لدعوة الخليفة العباسي المهدي فاعتنقوا الإسلام.
وتجدر الإشارة إلى أن نسب الشاعر الفيلسوف أبي العلاء المعري يرجع إلى قبيلة تنوخ اليمنية.
المراجع:
– هشام بن الكلبي: الجمهرة في الأنساب (مخطوطة).
– الطبري: تاريخ الرسل والملوك، ليدن 1881 – 1883.
– جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، بيروت 1968.
– محمد أحمد باشميل: العرب في الشام قبل الإسلام، دمشق 1973.
– فيليب حتي: تاريخ العرب (مطوّل)، بيروت 1949.