قرية عربية تقع في الجبهة الشمالية الشرقية من مدينة عكا*، على طريق رأس الناقورة – البصة – جسر بنات يعقوب (نهر الأردن*). وعلى مقربة منها مزرعتان تابعتان لها هما صروح والنبي روبين* المجاورتان للحدود اللبنانية، والمتاخمتان لقرية شيحين اللبنانية. وقد كانت تربيخا من أعمال قضاء صور في العهد العثماني، وظلت تابعة للبنان إلى أن ألحقت بفلسطين بعد تعديل الحدود عام 1923. وتربط تربيخا ببعض القرى القريبة مثل ترشيحا* ودير القاسي* طرق ترابية.
أرض القرية جبلية ترتفع عن سطح البحر 400م وتتخللها عدة أودية، وبعض البقاع السهلية. أكثر تربتها، ولا سيما في الأودية، تربة حتية يغلب عليها اللون الأحمر. ومصادر مياه القرية عيون ماء قريبة أهمها عين شنا وعين الظهور وعين أم قيس وعين اقرت، وعدة برك أشهرها بركة السفرجل وبركة الرمد وبركة المرح وبركة ريشا. كذلك من مصادر المياه مجموعة آبار قديمة العهد توجد بالقرب منها منطقة تعرف باسم المغارة، وهي مجمع آبار المياه في القرية.
بلغت مساحة القرية 112 دونماً. وكانت منازلها مجمعة حول بركة ماء، ثم بدأت تمتد من الغرب إلى الشرق على طول طريق الناقورة – جسر بنات يعقوب. بيوت القرية حجرية تقليدية مسقوفة بالخشب والتراب. قد أخذن البيوت الحديثة من طبقة أو طبقتين تظهر في القرية في أواخر عهدها. كانت مساحة الأراضي التابعة لتربيخا 18.451 دونماً منها 14.628 دونماً أراض غير زراعية ومراع، و3.823 دونماً أراض زراعية خصص معظمها للحبوب، وقليل منها للزيتون. أخذت القرية في أواخر عهد الانتداب تعتمد كثيراً على زراعة التبغ، وأصبح تبغها يضاهي التبغ التركي بجودته. كذلك كثرت في أراضي تربيخا أشجار التين وكروم العنب. وكانت الأراضي أملاكاً خاصة، عدا 6.015 دونماً كانت مشاعاً بين أهل القرية (رَ: الأرض، ملكية). ولم يتمكن اليهود من امتلاك شيء من أراضي تربيخا.
لم يتجاوز عدد سكان القرية أواخر عهد الانتداب البريطاني ألف نسمة عمل معظمهم في الزراعة* وتربية الماشية وكانوا في الغالب أصحاب الأرض والمواشي. وكان في القرية مسجدان ومدرسة ابتدائية حتى الصف السادس ضمت 120 تلميذاً ومعلمين. كما كان في القرية مركز جمرك ومركز شرطة لمراقبة الحدود الملاصقة. وقد أسست في القرية عام 1945 جمعية الإصلاح الثقافية لرفع مستوى القرية الاجتماعي والثقافي، وتحسين أوضاعها الصحية. يحيط بالقرية ما لا يقل عن عشر خرب. وقد وجدت فيها آثار معصرة للزيت وصهريج ومدافن منقورة في الصخر مع أغطيتها (رَ: الخرب والأماكن الأثرية).
دمر اليهود تربيخا عام 1948 بعد أن أجبروا سكانها على الجلاء عنها إلى القرى المجاورة، ثم إلى لبنان. وقد أقاموا مكانها مستعمرة “شومراه”.
المراجع:
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج7، ق2، بيروت 1974.
– أنيس صايغ: بلدانية فلسطين المحتلة (1948 – 1967)، بيروت 1968.