بلدة عربية تقع على بعد 7 كم تقريباً إلى الشمال الشرقي من غزة*. وهي في أقصى الطرف الشمالي لقطاع غزة، ويمر كل من خط سكة حديد رفح – حيفا والطريق الساحلية الرئيسة المعبدة على مسافة 4 كم شرقها. وتربطها طريق فرعية بالطريق الساحلية المؤدية إلى غزة جنوباً، وإلى حيفا* شمالاً. وتربطها أيضاً طرق فرعية أخرى بقرى بيت حانون وجباليا والنزلة، وبمدينة غزة نفسها.
قامت بيت لاهيا فوق منطقة جبلية رملية من أرض السهل الساحلي* الجنوبي تعلو سطح البحر ينمو 55م. وتحيط بها الكثبان الرملية من جميع جهاتها لذا تعرضت لزحف الرمال إلى المنازل والمزارع والشوارع فاضطر كثير من الأهالي لإعادة بناء بيوتهم من جديد. وتتألف بيوت لاهيا من اللبن والإسمنت، ويتخذ مخططها شكل المستطيل الذي تنمو البلدة وفقاً له من الشرق إلى الغرب. كانت مساحتها 18 دونماً في أواخر فترة الانتداب. لكنها ازدادت كثيراً بعد عام 1948 بفعل الزيادة السكانية الناتجة عن هجرة بعض اللاجئين إليها واستقرارهم فيها. وقد واكب الزيادة السكانية نمو عمراني أدى إلى امتداد المباني فوق مساحة تزيد على 150 دونماً عام 1980. وقد استقر بعض المزارعين من أهالي بيت لاهيا في ضاحية جديدة إلى الشمال الغربي من البلدة تعرف باسم السِّيفة. وتتألف هذه الضاحية من بيوت بناها أصحابها في مزارع الأشجار المثمرة فوق التلال الرملية غرباً.
تشتمل بيت لاهيا بالإضافة إلى مبانيها السكنية على بعض المحلات التجارية، وعلى مدارس ابتدائية وإعدادية لأبناء الأهالي الأصليين واللاجئين وتشتمل أيضاً على مسجدين يضم الكبير منهما مقام الشيخ سليم أبو مسلم. وحول البلدة بعض البقاع التي تضم رفات المجاهدين الأوائل. وفي البلدة قطع أعمدة وتيجان أعمدة، مما يدل على أنها كانت عامرة في القديم، كما أن فيها آبار مياه للشرب يراوح عمقها بين 10 و20م. وتوجد في أراضيها خربة تل الذهب وخربة السّحلية الأثريتان.
تبلغ مساحة أراضي بيت لاهيا 38.376 دونماً منها 287 دونماً للطرق* والأودية. ومعظم أراضيها الزراعية ذات تربة رملية، وتزرع فيها الأشجار المثمرة كالتفاح والجميز والعنب والتين والمشمش والخوخ. وفي التربة الطفلية تزرع الحمضيات والحبوب بأنواعها وكذلك الخضر. وتعتمد الزراعة* على مياه الأمطار والآبار التي حفرت في السنوات الأخيرة لري المساحات المستصلحة من الأراضي الرملية. وفي عهد الإدارة المصرية لقطاع غزة* ساهم “مشروع عامر” لاستصلاح الأراضي الرملية واستغلالها في الزراعة بقسط وافر في الاستفادة من أراضي الدولة الرملية بين بيت لاهيا وشاطىء البحر المتوسط. وتوسعت مساحة الأرض الزراعية المخصصة للتفاح والحمضيات. ويعد التفاح من أجود المحاصيل التي تنتجها بيت لاهيا، وقد أكتسب شهرة في أسواق قطاع غزة. ويستفيد بعض الأهالي من شجرة السمنوط التي تنمو حول بيت لاهيا في صناعة السلال، كذلك يصنعون الأقفاص وأنواعاً كثيرة من الأوعية من نبات الحلفاء الذي ينمو في المنطقة.
نما عدد سكان بيت لاهيا من 871 نسمة عام 1922 إلى 1.133 نسمة عام 1931، وكان هؤلاء آنذاك 223 بيتاً، وقدر عدد السكان في عام 1945 بنحو 1.700 نسمة وازداد في عام 1963 إلى 2.966 نسمة. وفي عام 1997 وصل عدد السكان إلى 38.441 نسمة.
المراجع:
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج1، ق2، بيروت 1966.
– السلطة الوطنية الفلسطينية، جهاز الإحصاء المركزي، 1998.