مردخاي بن طوف يهودي بولوني الأصل هاجر إلى فلسطين عام 1920، وهو من زعماء حزب المابام* ومؤسس جريدة الحزب اليومية “عل همشمار”. بالإضافة إلى كونه من قياديي الهستدروت*.
اشترك بن طوف منذ نشوء (الدولة) في عدة وزارات ائتلافية مع حزب الماباي* الحاكم وله عدة كتب.
أما مشروعه لحل القضية فقد نشر خطوطه العريضة في مقالة عنوانها “استراتيجية السلام” في مجلة نيو آوتلوك New Outlook مشيراً فيه إلى أن أفضل مشروع سلام إسرائيلي لحل القضية قدم حتى الآن هو مشروع حزب المابام حسب تعبيره. وكان حزب المابام قد قدم في مناسبات مختلفة أفكاراً لتحقيق السلام مع العرب أضاف إليها بن طوف نقاطاً جديدة آخذاً بعين الاعتبار التطورات الأخيرة التي حصلت في الموقف السياسي بعد حرب 1973*.
يقول بن طوف في مشروعه إنه يترتب على دولة (إسرائيل) أن تبادر إلى تقديم مقترحاتها بشأن أسس التفاوض مع جاراتها العربيات لإيجاد حل شامل على النحو التالي:
تعترف (إسرائيل)، وتستمر في الاعتراف، بسيادة مصر وسورية على أراضي الدولتين التي احتلتها (إسرائيل) عام 1967.
لكن (إسرائيل) تحتفظ في الوقت نفسه بحقها في طلب تعديل الحدود أثناء مفاوضاتها مع الطرفين المشار إليهما.
2) تتعهد (إسرائيل) مقدماً بالانسحاب من 75% -80% على الأقل من الأراضي المشار إليها أعلاه وتبدي استعدادها للدخول مستقبلاً في مفاوضات بشأن تقرير مصير الأراضي المحتلة الباقية.
ويعني الإعلان مقدماً عن الانسحاب من 75-80% من الأراضي المحتلة التأكيد للعرب وللرأي العام العالمي أن حقوق (إسرائيل) ليست قائمة على أساس التوسيع الإقليمي، كما يتم تحديد الحدود النهائية على أساس المفاوضات ويرضي الطرفين.
ويقول بن طوف إن (إسرائيل) تكفل نتيجة لهذا الاقتراح حقها في تعديل حدود عام 1967 دون الإساءة إلى الموقف العربي الذي يرى أن على (إسرائيل) أن تعود إلى حدود ما قبل حرب 1967*.
3)تتقدم (إسرائيل) بطلب إدراج ترتيبات معينة في اتفاقيات السلام، بعضها ذو صفات مرحلية، وترتيبات أخرى دائمة تتناول وضع (إسرائيل) الأمني الخاص، وكذلك أمن جيرانها كتحديد المناطق منزوعة السلاح ونقاط المراقبة والإدارة المؤقتة للأراضي المحتلة والضمانات الكافية لمنع الهجمات المباغتة لأي من الأطراف وكل ما يساعد على تقوية فرض السلام والثقة المتبادلة.
4) تبدي (إسرائيل) استعدادها للتباحث بشأن القضية الفلسطينية مع ممثلي الفلسطينيين المعترف بهم من قبل دولتين على الأقل من جارات (إسرائيل)، وعلى أساس الاعتراف المتبادل بين الطرفين، بأن تقر (إسرائيل) بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، كما يعترف الممثلون الفلسطينيون بدورهم بحق (إسرائيل) في العيش ضمن حدود معترف بها.
5) تقوم (إسرائيل) ببحث مشروع اتفاق سلام مع الممثلين الفلسطينيين ليتم إبرامه بينها وبين الدولة التي يزمع الفلسطينيون إقامتها في إطار حق تقرير المصير. وتأخذ (إسرائيل) بعين الاعتبار في إطار هذا الاتفاق مع الدولة الجديدة ما ورد من التعهد بالانسحاب من 80% على الأقل من الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن يجري تقرير مصير الأراضي الباقية في اتفاقية لاحقة.
6) تقترح (إسرائيل) تنفيذ بنود اتفاقيات السلام المقترحة على مراحل تبدأ بمرحلة أولى لإعلان إنهاء حالة الحرب وتنتهي في المرحلة الأخيرة بإقامة علاقات طبيعية بين الأطراف المعنية. ويجري مسبقاً تعيين تاريخ ابتداء كل مرحلة في اتفاقية السلام المعقودة، على أن يعين العرب بدورهم موعد ابتداء المرحلة الأخيرة بإعلانهم عن استعدادهم لإقامة علاقات طبيعية مع (إسرائيل).
7) تبدي (إسرائيل) استعدادها للدخول في مباحثات اتفاق شامل على أساس ما تقدم من مبادىء مع أي من جيرانها (وفيهم الفلسطينيون) منفردين أو مجتمعين. وفي حال إجراء مباحثات منفردة مع أحد الأطراف يراعى مبدأ تأجيل التنفيذ النهائي للاتفاق المعقود معه إلى حين الاتفاق مع الأطراف الأخرى.
وواضح أن بن طوف يريد من ذلك أن يظهر أن إجراء المباحثات مع طرف من الأطراف العربية ليس صلحاً منفرداً.
ثم يقول إن هناك كثيرين يرفضون تقديم أية تنازلات للعرب متعللين بأسباب مختلفة، ولكنهم في أعماق أنفسهم يحجمون عن تقديمها خوفاً من أن يقبلها العرب. كما أن المسألة تتعلق حسب رأي بن طوف بمدى استعداد الحكومة الإسرائيلية في أن تعلن خطة من هذا النوع في ظل الأوضاع البرلمانية وما كانت عليه يومها. لذلك لم يلق مشروعه الصدى الرسمي الإسرائيلي الملائم.
المراجع:
– Ben Tov, M. A Strategy for Peace, New Outlook, July – August 1975.
– Ben Tov, M.: Who’s afraid of Peace, New Outlook, December 1976.