يمكن تحديد حلف بغداد الذي أصبح يعرف فيما بعد بحلف المعاهدة المركزية (السنتو) في 24/2/1955 عندما عقدت تركيا والعراق ميثاقاً دفاعية بينهما. وبموجب المادة الخامسة من هذه المعاهدة ترك باب العضوية مفتوحاً أمام الدول الأخرى التي ترغب في الانضمام إليها والتي يعنيها الدفاع عن السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط من “الخطر الشيوعي”.
تلا هذه المعاهدة انضمام بريطانيا إليها في نيسان 1955 فالباكستان في تموز 1955 ثم إيران في تشرين الثاني 1955. وقد فشلت مساعي نوري السعيد رئيس وزراء العراق آنذاك بإقناع عدد من الدول العربية (وبالذات مصر وسورية) بالانضمام إلى الحلف لاقتناع هذه الدول بأن مصدر الخطر الحقيقي على المنطقة يتأتي من (إسرائيل) وحلفائها الذين انتسب بعضهم إلى الحلف أو أيدوه، وليس من الاتحاد السوفييتي الذي بدأ يصبح المزود الوحيد لمصر وسورية بالسلاح والعتاد والذي أقيم واقعياً لمواجهة دون سواه.
لم تنضم حكومة الولايات المتحدة إلى الحلف بصورة كاملة رغم أن دورها في التحريض على إنشائه جلي بيّن، بل قصرت مشاركتها على الانضمام إلى عضوية بعض لجانه ومنها لجنة مكافحة النشاط الهدام واللجنتان الاقتصادية والعسكرية، واستمر ذلك حتى عام 1959. وبعد ثورة العراق وانسحابه منه في آذار 1959. وبعد ثورة العراق وانسحابه منه في آذار 1959 أصبحت الولايات المتحدة عضواً كامل العضوية في خلف المعاهدة المركزية.
يرى بعض المحللين بحق أن الدوافع التي أملت على الدول العربية أن تتبنى هذا المشروع ترتبط بالقيمة الاستراتيجية الهائلة لمنطقة الشرق الأوسط من الناحية العسكرية باعتبارها متاخمة للاتحاد السوفييتي، ومن الناحية الاقتصادية باعتبارها مركز أكبر احتياطيات معروفة من النفط في العالم. بل ويذهب نفر من هؤلاء إلى أن كلا من بريطانيا والولايات المتحدة أرادت من الحلف أن يؤدي إلى “صرف أنظار العراق بعيداً عن فلسطين ويجعل الإسرائيليين يعيشون في أمن ودعة”.
غير أن العراق كما أسلفنا سرعان ما انسحب بعد ثورة 1958 من الحلف. وفي عام 1979 انسحبت منه إيران ثم الباكستان ثم تركيا وأصبح الحلف أثراً بعد عين.
المرجع:
– محمد عزيز شكري: الأحلاف والتكتلات في السياسة العالمية، الكويت 1978.
البقول: رَ: الزراعة