اتبعت الصهيونية* أساليب مختلفة لبلوغ غايتها في استعمار فلسطين وجعلها “وطنا قوميا لليهود”. ومن أهم هذه الاساليب استقدام اليهود من مختلف أنحاء العالم وتوطينهم فيها. وبغية تحقيق هذا الغرض شكل دافيد بن غوريون رئيس الوكالة اليهودية* عام 1937 “موساد لعلياه بت”، أي “لجنة الهجرة غير المشروعة”، ويطلق عليها اسم “موساد” اختصارا.
اتخذت اللجنة باريس مركزا لنشاطها السري، وانتشر وكلاؤها وعملاؤها في أنحاء أوروبا، ونفذت أعمال الهجرة غير المشروعة إلى فلسطين ضمن اطار الخطط العسكرية التي كانت الهاغاناه* تضعها. وقد أقامت الهاغاناه شبكة اتصال لاسلكية بين قيادتها ومركز اللجنة الرئيس في باريس ومراكزها الموقتة في محطات ترحيل المهاجرين اليهود. وكانت اللجنة ترسل مع كل سفينة تحمل يهودا إلى فلسطين بعض عملائها ليكونوا هيئة قيادة للسفينة.
وكان أعضاء الهاغاناه العاملون في دوائر حكومة الانتداب في فلسطين مجدين لمعرفة أي اجراء يمكن لسلطات الانتداب أن تتخذه للحيلولة دون دخول مهاجرين غير شرعيين. وكانوا يرسلون إلى الموساد جميع المعلومات المتعلقة بالجهاز الحكومي المكلف منع الهجرة غير المشروعة إلى فلسطين وأسماء الضباط البريطانيين في هذا الجهاز.
تعاونت الموساد مع المكتب المركزي للهجرة الذي كان يشرف عليه “الغستابو” الألماني في السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية لتهجير أكبر عدد من اليهود إلى فلسطين سرا، وهذا ما اعترف به ايخمان أمام المحكمة الاسرائيلية في القدس المحتلة (رَ: النازية والصهيونية). وقد تنبهت أجهزة المخابرات البريطانية آنذاك إلى هذه الناحية فحذرت حكومة الانتداب في فلسطين من امكان تسرب عملاء للمخابرات الألمانية بهذه الطريقة إلى الشرق الأوسط.
انتهت مهمة الموساد كهيئة لتنظيم الهجرة غير المشروعة بعد قيام (إسرائيل) عام 1948.
المراجع:
- مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام: العسكرية الصهيونية، القاهرة 1972.
- Robert John and Sami Hadawi: The Palestine Diary 1945 – 1948), Beirut 1970.