تنتهي كتلة جبل عامل (أو عاملة) في الجنوب الغربي بمرتفعات الناقورة التابعة لمحافظة الجنوب اللبنانية بين قريتي الناقورة وعلما الشعب. وتتجه مرتفعات الناقورة غرباً حتى البحر فتقدم فيه بنشوء رأس الناقورة الصخري الصغير.
ترجع أهمية هذا الرأس إلى أنه كان على مر العصور النقطة الطبيعية الفاصلة بين ساحل سورية الشمالية وسورية الجنوبية. وقد جعل الرأس ومنطقته بداية الحدود اللبنانية بين لبنان وفلسطين في اتفاقية سايكس-بيكو* وما طرأ عليها من تعديلات فيما بعد. وظل كذلك حتى اليوم. وتتجه منه الحدود شرقا مسايرة خط تقسيم المياه في مرتفعات الناقورة التي تتجاوز قممها 290م شمالي قرية البصة*. وهي مرتفعات مغظاة بالأشجار والنباتات على كلا السفحين اللبناني والفلسطيني. وأما منطقة الرأس نفسها فعادية تكتشف فيها الصخور الكلسية والدولوميتية العائدة للسيوماني- التوروني (الحقبة الجيولوجية الثانية) التي يغلب عليها اللون الأبيض. وهذا ما دعا إلى تسمية رأس الناقورة الرأس الأبيض أيضاً. وتلتقي عند الرأس صخور الحقبة الثانية مع صخور وترسبات الحقبة الرابعة للحقبة الرابعة نتيجة خط الصدع (الانكسار) الذي يساير أقدام مرتفعات الناقورة الجنوبية بمحور شرقي- غربي عام. وهذا الصدع هو الذي أدى إلى كون السفح الجنوبي الفلسطيني للمرتفعات أشد انحداراً من السفح الشمالي اللبناني.
تمر برأس الناقورة طرق المواصلات البرية الساحلية بين فلسطين ولبنان(ر: الطرق). وقد حفرت انفاق الطرق في الصخور المتقدمة حتى مياه البحر بجرف مرتفع.
أقامت (إسرائيل) بعد عام 1948 مستعمرة “كفار روش هانقراه” على الساحل قرب نقطة الحدود الفلسطينية – اللبنانية.
المراجع:
- أنيس صايغ: بلدانية فلسطين المحتلة، بيروت 1968.