كان للاضراب الوطني الكبير سنة 1936 ولثورة 1936 -1939* الأثر الكبير في تحريك الوعي الوطني. وقد نتج عن هذا الوعي انفصال المهندسين العرب عن الجمعيات المهنية التي كانت تجمعهم مع المهنين الصهيونيين وتأسيس جمعياتهم المهنية الخاصة، ومنها جمعية المهندسين العرب في القدس (1936) التي تبعتها واحدة في يافا* وأخرى في حيفا*.
كان المهندسون العرب في فلسطين في ذلك الزمن قلائل لم يتجاوز عددهم المائة في جميع أنحاء البلاد. ويشمل هذا العدد جميع الاختصاصات من مدينة ومعمارية وميكانيكية وكهربائية ومساحة، كما يشمل جميع المجالات التي كانوا يعملون فيها كوظائف الدولة أو البلدية أو الشركات أو المجال الحر. ويشمل أيضاً المهندسين العرب من غير الفلسطينيين (وأكثرهم من اللبنانيين) الذين كانوا يقيمون في فلسطين.
التأم أول اجتماع للمهندسين العرب في القدس خلال صيف 1937 وحضره نحو خمسة وعشرين مهندساً.
وقد تمت الموافقة في ذلك الاجتماع على تأليف جمعية وانتخبت خمسة مؤلفة من خمسة أشخاص ليوضع مسودة الدستور والنظام الداخلي لها. وعندما انتهت هذه اللجنة من عملها وافقت عليه الجمعية العمومية وبدأت الجمعية اعمالها بعد أن نالت موافقة الحكومة. وفي أول اجتماع لها تم انتخاب مجلس إدارة من ثمانية أشخاص خمسة منهم يمثلون المهندسين المعماريين والمدنيين وشخصان يمثلان الميكانيكين والكهربائيون وواحد يمثل مهندسي المساحة المرخصين.
وكانت الانتخابات طبقة جديدة تجري مرة في السنة ويتبدل فيها بعض الأشخاص أو بعض المناصب.
وفي السنين التي تلت تأسيس الجمعية انضم إليها عدد من المتخرجين الجدد.
كانت غايات الجمعية حسب ما ورد في دستورها.
- ربط المهندسين برباط مهني اجتماعي.
- الحفاظ على المستوى العالمي، وذلك بتدقيق شهادات طالبي الانتساب وتصنيف عضويتهم.
- تنشيط الناحية العلمية الثقافية عن طريق المحاضرات والزيارات والاشتراك في المؤتمرات الهندسية.
وقد كان للجمعية نشاطات أخرى مثل درس مشاريع قوانين التنظيم والأبنية التي كانت تسنها الدولة والبلدية وابداء الرأي فيها قبل ابرامها نهائياً. وكانت الدولة أحياناً تأخذ بهذه الآراء. وقد ساهمت الجمعية، عن طريق مندوب عنها، في سن قوانين الوقاية من أخطار العمل وغير ذلك من الأمور المشابهة.
وفي حيفا بادىء سنة 1935 بالتفكير في تكوين نقابة تضم مهندسي حيفا من عرب ويهود لتحمي مصالحهم. ولكن المسعى لم يتكلل بالنجاح. ولا سيما أن أحداث سنة 1936 وما بعدها باعدت بين العرب واليهود. وفي أواخر الثلاثينات أو أوائل الاربعينات تأسست نقابة للمهندسين العرب في حيفا غايتها مماثلة لغاية جمعية القدس. ولكن نجاحها في المضمار العام كان ضعيفا بسبب منافسة اليهود الشديدة.
أما في يافا فقد كان الوضع مختلفا لأن المدينة كانت عربية فلم يلاق المهندسون العرب الصعوبات التي قامت في حيفا. وقد تم تكوين الجمعية في أواخر الثلاثينات وكان عدد المهندسين ضئيلاً ربما تجاوز العشرة بقليل.
كان من أهم نشاطات المهندسين الفلسطينيين الاشتراك فعلياً في أول مؤتمر للمهندسين العرب. وقد عقد هذا المؤتمر في مدينة الاسكندرية سنة 1945 وحضره قرابة ثلاثين مهندسا من كل من سورية ولبنان وفلسطين.
كان من نتائج الاشتراك في المؤتمرات حث الجمعيات الهندسية الثلاث على الاندماج في جمعية واحدة. وقد عقدت عدة اجتماعات لذلك الغرض خلال سنتي 1946 و1947، وقد يتم الاندماج لو حدوث النكبة سنة 1948 (رَ: الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين).
الموات: رَ: الأرض (ملكية -)
المواشي: رَ: الحيوانات الأليفة
المواصلات: رَ: الطرق