يرتبط هذا المشروع أكثر ما يرتبط باسم مؤسسه موسى العلمي. ولكن فكرة انشائه ترجع إلى الحركة الوطنية العربية ابان الحرب العالمية الثانية يوم بدأ رجالات فلسطين وأحزابها سلسلة من الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية للبحث عن أنجع السبل التي ينبغي أن تسير عليها الحركة العربية لدرء خطر المؤامرات التي كانت تبيت لتهويد فلسطين والاستيلاء على أراضيها. وقد أوفدت أحزاب فلسطين الستة موسى العلمي إلى اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام الذي عقد في الاسكندرية في 25/9/1944 وعرف فيما بعد بمؤتمر الاسكندرية. وبحث المؤتمر لأول مرة فكرة انقاذ أراضي فلسطين عن طريق تشجيع الفلاح الفلسطيني ورفع مستواه الأقتصادي والاجتماعي وتحسين حال الأراضي وزيادة انتاجيتها.
وقد تبلورت هذه الأفكار من خلال اللجنة الاقتصادية التابعة لجامعية الدول العربية في دورة تموز سنة 1945 ومشروع الجمعية الذي تبناه مجلس الجامعة بموجب قراره في تشرين الثاني سنة 1945. كما اتفق على وضع خطة خمسية تتبرع الدول العربية بموجبها للجمعية بمليون جنيه فلسطيني سنويا. الا أن العراق كان الدولة الوحيدة التي التزمت فعلا بالقرار ودفعت مبلغ 150 ألف دينار خلال سنة 1946، و10 ألف دينار في سنة 1947.
وقد تم تسجيل جمعية المشروع الانشائي العربي سنة 1945. ثم سجلت ثانية في 14/12/1952 بموجب نظام أساسي معدل لدى حكومة المملكة الأردنية الهاشمية. وقد نصت المادة الثانية من هذا النظام الأساسي على أنها جمعية خيرية محض لا تتدخل في السياسة مطلقا ولا تستهدف الحصول على ربح مادي، وتسعى إلى تحقيق الغايات التالية: اصلاح القرية العربية ورفع مستواها، وتحسين حالة المزارعين العرب، وتشجيع التشجير، وتحسين الصناعات الزراعية والقروية، وانشاء معاهد للتدريب الزراعي والصناعي للأيتام والمعوزين، مع الأخذ بالنظام التعاوني.
وقد بدأت الجمعية أعمالها بانشاء اللجان الفرعية في قرى ومدن فلسطين واسداء النصح للمزارعين وارشادهم إلى أمثل الطرق لحماية أنفسهم من الهجمة الاستعمارية الصهيونية. كما قامت بشراء قطعتي أرض بقصد انقاذهما من التسرب إلى الصهيونيين. ولكن أحداث الحرب في سنة 1948 وما آلت اليه من نتائج وضعت الجمعية أمام تحديات ومهام جديدة فأصبحت أهدافها تتركز على جمع الشمل ورفع المعنويات ووقف عملية اقصاء أبناء البلاد عنها.
وقد حصلت الجمعية على حق استغلال بعض الأراضي المؤجرة في غور أريحا فقامت باستصلاح الأرض والتنقيب عن الماء فيها لاستعمالها مركز تأهيل لأبناء اللاجئين. وقد افتتحت هناك مركزا للتدريب الزراعي والصناعي لايواء الطلبة لأيتام والمعوزين من أبناء اللاجئين وقامت بمساعدة عدة قرى في الخطوط الأمامية ببعض المشاريع الحيوية بعد أن جردت هذه القرى من أراضيها ومصادر المياه والينابيع بسبب الاحتلال الصهيوني.
المراجع:
- جمعية المشروع الانشائي العربي، القدس 1960.
- The Arab Development Society, Jericho, Jerusalem 1953.
مشعلان (سبيل -):
رَ: القدس (المباني الأثرية والتاريخية في -)
مشفى: رَ: المستشفيات