دفعت الأسباب الثقافية والاقتصادية والسياسية عشر مدن سورية يونانية الى تأسيس اتحاد فيما بينها عام 63 ق.م. عرف باسم ديكابوليس. وكان ذلك نتيجة من نتائج سياسة بومبيوس واستمرار ازدهار الثقافة الهلنستية في الشرق وتأكيد استقلال هذه المدن. فصار التبادل التجاري فيما بينها مزدهراً، وعقدت الاتفاقيات الجمركية بينها لتسهيل تجارة المرور (الترانزيت). واحتفظت هذه المدن بادارتها المدنية وبسك نقودها البرونزية المحلية تعبيراً عن استقلالها في نطاق ولاية سورية التي تشمل سورية الطبيعية كلها.
يتألف اتحاد المدن العشر من:
- سكيشوبوليس، وهي بيسان*، الوحيدة بموقعها على الطرف الغربي من الأردن.
- بلا، وهي خربة فحل، أو طبقة فحل جنوبي جسر المجامع.
- جدارا، وهي أم قيس.
- هيبوس، وهي خربة سوسة أو قلعة الحصن شرق طبرية*.
- ديون، أو ايدون، وهي تل الحصن جنوبي اربد.
- أربيلا، قرب أم قيس.
- جرازا وهي جرش.
- فيلادلفيا، وهي عمان.
- كناثا، وهي قنوات في جبل الدروز في سورية.
- دمشق التي كان لها دور كبير في حياة سورية الوسطى.
انضم إلى هذه المدن فيما بعد عدد آخر من المدن فبلغ عدده ثماني عشر مدينة منها:
كابيتولياس، وهي بيت راس من أعمال اربد في شرق الأردن في جنوب شرق أم قيس. وقد انضمت الى الحلف سنة 97- 98م، وجادورا، وهي السلط، ودرعا وبصرى.
وقد ظل الحلف قائما حتى القرن الثاني الميلادي عندما أقدم اراجان على ضم بعض المدن إلى الولاية العربية، بينما كان بعضها يلحق بولاية فلسطين الثانية في القوائم البيزنطية.
عدد بليني مدن الديكابوليس وأشار إلى منطقتها التي تبدأ حيث يتصل مرج ابن عامر* بوادي الأردن وتمتد إلى الشرق، مما يدل على أهمية المساحة العائدة لمدن الاتحاد في نطاق ولاية سورية. وقد اعتمدت تسع مدن منها تاريخ مجيء بومبيوس إلى سورية عام 64 ق.م. في سك نقودها المحلية البرونزية التي تدل كثؤتها على النشاط الاقتصادي. وتفيد دراساتها الباحثين في ميادين التاريخ وتاريخ الفن والميثولوجيا.
المراجع:
- جيمس برستد: تاريخ مصر من أقدم العصور إلى الفتح الفارسي (مترجم)، القاهرة 1929.
- نورمان بينز: الامبراطورية البيزنطية (مترجم)، القاهرة 1950.
- فيليب حتي: تاريخ سورية ولبنان وفلسطين (مترجم)، بيروت 1958.
- رستوفتزف: تاريخ الامبراطورية الرومانية الاجتماعي والاقتصادي (مترجم)، القاهرة 1950.
- أحمد فخري: دراسات في تاريخ الشرق القديم، القاهرة 1958.