هو منظمة دينية مسيحية أمريكية تأسست في الولايات المتحدة عام 1950. وتضم هذه المنطقة 30 كنيسة أرثوذكسية وبروتستامتية، هي مقفلة في وجه الكنيسة الكاثوليكية الخاضعة لسلطة البابا.
للمجلس الوطني الأمريكي للكنائس نشاطات ومواقف تتعدى الأطر الدينية والخدمات الرعوية إى المجالات الاجتماعية والسياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي. وقد عمد منذ أوائل السبعينات إلى إيجاد لجان تهتم بدراسة ميدانية للمشكلات العالمية المغلقة، وتقديم مقترحات حلول إلى الحكومة الأمريكية وحكومات البلدان المعنية بهذه المشكلات.
ومن ضمن هذا التوجه طالبت الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الأمريكي للكنائس في أيلول 1979 بقيام لجنة خاصة بالشرق الأوسط غايتها النظر في الوضع فيه للمساعدة في إحلال السلام وتقديم “مذكرة جديدة عن شرق أوسط جديد”.
باشرت اللجنة المذكورة أعمالها في تشرين الثاني 1979 بزيارة خمسة بلدان هي: لبنان ومصر وسورية والأردن و(إسرائيل) بالإضافة إلى الضفة الغربية المحتلة. واجتمع مندوبوها بشخصيات بشخصيات دينية ومدنية ومسؤولين رسميين وشعبيين من بينهم مسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية*. وبعد مرور أسبوعين على هذا التحرك عكفت اللجنة على وضع تقرير مستفيض على نتائج عملها رفعته في ربيع 1980 إلى الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الأمريكي للكنائس، لأ[ن هذا المجلس، كما جاء في التقرير “منظمة كنيسة أمريكية عليها مسؤولية التوجه إلى شعب الولايات المتحدة وحكومتها وحثهما على الدور الذي يجب أن تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية في المساعدة على حل النزاعات في الشرق الأوسط” وأهم ما جاء في التقرير:
1) تأكيد أن حق تقرير المصير حق انساني أساسي معترف به في القانون الدولي، وأنه يوفر للشعب حرية التطور الثقافي والسياسي.
2) كل مطالبة بحق تقرير المصير لفريق ما يجب أن ينظر إليها من خلال حق الآخرين في تقرير مصيرهم.
3) الحل الحاسم والدائم لقضية الشرق الأوسط غير ممكن إلا بالاعتراف للشعب الفلسطيني بحقه في تقرير مصيره.
4) ان تنوع الأحداث والظروف التاريخية التي مر بها الشعب الفلسطيني، ولا سيما خلال السنوات الخمسين الماضية، قد برهن على اختلاف الهوية الفلسطينية عن هوية سائر الفرقاء العرب بالرغم من صلتهم الوثيقة بعضهم بعض.
5) إن مستوى التطور الثقافي العلمي للشعب الفلسطيني يفوق أي مستوى آخر في الشرق الأوسط عامة.
6) إن مطالبة الفلسطينيين بحق تقرير مصيرهم واقع أكيد ومثبت من خلال تنظيماتهم العلمية والسياسية والعسكرية.
7) المرحلة التالية الضرورية لمشروع السلام إذا استمر العمل بموجب اتفاقات كامب ديفيد* هي إقرار الولايات المتحدة بمساعدة الفلسطينيين في مبدأ تقرير مصيرهم. وقد سارت الولايات المتحدة عدة خطوات في هذا الطريق عندما استعملت بعض العبارات مثل “الوطن”، و”حق الاشتراك في تقرير مستقبلهم” (أي الفلسطينيين).
8) تشجيع حكومة الولايات المتحدة على دعم قرار مجلس الأمن المتعلق بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتشجيع الفلسطينيين على الاشتتراك في مناقشات السلام، وقبول قرار مجلس الأمن رقم 242.
9) إن منظمة التحرير الفلسطينية هي الصوت الوحيد الناطق باسم الشعب الفلسطيني. وواقع هذا الشعب والقوانين والأنظمة التي يعمل من خلالها لا تشير إلى أنه يريد بديلاً عن المنظمة لتمثيله.
ويجدر القول ان بين العوامل التي دفعت المجلس الوطني الأمريكي للكنائس إلى مثل هذه المواقف المتفهمة للقضية الفلسطينية علاقاته الوطيدة والمستمرة “بمجلس كنائس الشرق الأوسط” الذي ينشط أعضاؤه فيما ينشطون له للتعريف بالقضية الفلسطينية في مختلف أرجاء العالم الغربي المسيحي.
المجلس الوطني الفلسطيني (1948):
رَ: الهيئة العربية العليا لفلسطين