المجدل كلمة آرامية بمعنى البرج والقلعة والمكان المرتفع المشرف للحراسة. وفي فلسطين أماكن كثيرة تسمى المجدل منها:
1) المجدل ( قرية – قضاء طبرية):
قرية عربية تقع في الشمال الغربي لمدينة طبرية* وتربطها بها طريق معبدة طولها 4 كم. وهي بلدة قديمة ذكرت في الكتاب المقدس باسم المجدل وإليها تنسب مريم المجدلية التي تذكر الأناجيل أنها كانت مع السيد المسيح وقت الصلب والدفن. وقد عرفت المجدل في العهد الروماني باسم تاريشيا Taricheae، وكانت مدينة مزدهرة محصنة اشتهرت بالنسيج والصناعة وصيد الأسماك من بحيرة طبرية*، وكانت الأسماك* تملح فيها وتصدر إلى روما وإسبانيا.
أنشئت المجدل على الشاطىء الغربي لبحيرة طبرية على انخفاض 200 م تحت سطح البحر. وتحيط بها الجبال من الغرب والجنوب الغربي والجنوب، ويصب وادي الحمام في بحيرة طبرية على بعد يقل عن الكيلومتر شمال هذه القرية.
تشبه القرية المستطيل في شكلها العام، وهي من النوع المكتظ. وفي عام 1931 كان فيها 62 مسكناً بنيت من الحجارة والاسمنت والطين، أو الاسمنت المسلح. وسقف بعضها بالأخشاب والقصب والطين. وفي عام 1945 بلغت مساحة القرية 6 دونمات فكانت بذلك أصغر قرى قضاء طبرية مساحة. وكانت مساحة أراضيها 103 دونمات لم يملك اليهود منها شيئاً.
كان في المجدل 210 نسمات من العرب في عام 1922 وارتفع العدد إلى 284 نسمة في عام 1931 و360 نسمة عام 1945.
لم يكن في القرية أي نوع من الخدمات، واعتمد اقتصادها على الزراعة*. وأهم مزروعاتها الخضر فالحبوب. وفي عام 1945 كان فيها 24 دونماً مزروعة برتقالاً.
شرد اليهود سكان القرية العرب ودمروها في عام 1948.
2) المجدل (قرية – قضاء طولكرم):
قرية عربية كان يطلق عليها أيضاً اسم خربة المجدل. وتقع إلى الشمال الغربي لطولكرم* وشمال قرية قاقون* ويمر خط سكة حديد القنطرة – اللد -حيفا على مسافة كيلومتر تقريباً إلى الغرب منها. كما أنها تقع عند ملتقى طرق فرعية تربطها بالمناطق المجاورة لها. وقد نشأت القرية بجوار بئر المجدل التي جلبت كثيراً من بدو المنطقة ودفعتهم إلى الاستقرار حولها. وبجوار هذه البئر ضريح الشيخ عبد الله الذي اعتاد سكان المنطقة زيارته.
ترتفع أرض القرية قرابة 30 م عن سطح البحر، وهي جزء من السهل الساحلي* الفلسطيني. وقد قامت الزراعة حول المجدل معتمدة على مياه الأمطار، ونجحت زراعة الحبوب والأشجار المثمرة لتوافر التربة* الخصبة والمناخ* المناسب. ويمر وادي المالح أحد روافد وادي الخضيرة* من الجهة الشرقية للمجدل فينحدر مجراه مع انحدار الأرض نحو الشمال الغربي. وتحيط الآثار القديمة بالقرية وتشهد على عمران البقعة قديماً.
بنيت بيوت القرية من اللبن، وهي صغيرة المساحة متلاصقة ليس بينها سوى أزقة ضيقة. وكانت المجدل تضم عدداً قليلاً من السكان الذي احترفوا الزراعة. ولكن هؤلاء طردوا من قريتهم بعد أن استولى عليها اليهود عام 1948 وأقاموا على بقعتها مستعمرة “سده يتسحاق”.
3) المجدل (مجدل عسقلان) (مدينة – قضاء غزة):
مدينة عربية من مدن قضاء غزة تقع على بعد 25 كم إلى الشمال الشرقي لغزة*. وقد سببت مجدل عسقلان نسبة إلى آثار مدينة عسقلان الملاصقة لها وتمييزاً لها من أسماء بعض القرى العربية الأخرى التي تحمل الاسم نفسه.
للمجدل موقع جغرافي هام. فقد نشأت في رقعة منبسطة من السهل الساحلي الفلسطيني حيث تلتقي الكثبان الرملية الشاطئية للبحر المتوسط والأراضي الزراعية للسهل. ومن الطبيعي أن يجذب هذا الموقع السهلي إليه طرق المواصلات والقوافل التجارية والغزاة. فقد كانت المجدل في القديم محطة هامة من سلسلة المحطات الممتدة على طول السهل الساحلي الفلسطيني واعتادت القوافل التجارية والغزوات العسكرية المرور بها طلباً للراحة والتزود بالمؤن. وأصبحت في العصر الحديث محطة هامة من محطات خط سكة حديد القنطرة –حيفا (يقع الخط على بعد 6.5 كم شرقيها). والمجدل عقدة مواصلات تلتقي عندها طرق متعددة. فهي تقع على طريق السهل الساحلي الفلسطيني الرئيسة الممتدة من رفح جنوباً إلى رأس الناقورة* شمالاً. وتتفرع من هذه الطريق الطولية طريقان رئيستان عريضتان تتجهان نحو شرق فلسطين إحداهما من المجدل مباشرة وتمر بدوار كوكبا* والفالوجة* وبيت جبرين* إلى الخليل*، والثانية تتجه شمالاً بشرق إلى جولس* والسوافير* ثم تنحرف نحو الشرق في سيرها إلى القدس*. وتتفرع كذلك من الطريق الساحلية عند منتصف المسافة بين المجدل وغزة طرق رئيسة تتجه نحو الجنوب الشرقي إلى بئر السبع* ومنها إلى إيلات* على خليج العقبة*. وعلى هذا فالمجدل على صلة قوية بالأجزاء الشمالية والشرقية والجنوبية من فلسطين (رَ: الطرق).
وعلاوة على مرور خط سكة حديد القنطرة – حيفا بالمجدل يمر خط سكة حديد بئر السبع – قريات غات – أسدود بالقرب منها قبل وصوله إلى أسدود (رَ: السكك الحديدة). كما أن ميناء عسقلان يعد أهم مياه في الساحل الجنوبي لفلسطين ويقدم خدماته لمناطقها الجنوبية. ويرتبط هذا الميناء بخط أنابيب النفط القادم من إيلات وبئر السبع ويشحن منه النفط* الخام والمكرر إلى الخارج.
أ- الإطار الطبيعي: تقوم المجدل على رقعة منبسطة من أرض السهل الساحلي لا يتجاوز ارتفاعها 50 م عن سطح البحر. وتنحدر الأرض تدريجياً نحو الغرب باستثناء بعض الكثبان الرملية المنتشرة بمحاذاة الشاطىء بارزة أحياناً فوق المستوى العام للأرض. وقد أوقف زحف الرمال إلى المجدل بزراعة الأشجار المثمرة. ويندر وجود الأودية حول المجدل فلا تتعرض لأخطار الفيضانات أثناء الشتاء.
ومدينة المجدل هي الحد الفاصل بين نطاق الكثبان الرملية في الغرب وشريط السهل الساحلي في الشرق. والتربة في الأراضي التابعة لها متنوعة. فالرملية منها تسود غرباً وتربة البحر المتوسط الحمراء تسود شرقاً. وتفتقر التربة الرملية إلى المواد العضوية رغم أنها غنية بالمواد المعدنية. وأما تربة البحر المتوسط فغنية بالمواد العضوية والمعدنية مع لأنها تتكون من خليط طفلي يجمع الطين والرمل والحصباء وغيرها ويجعلها أخصب وأصلح لزراعة الحمضيات والحبوب.
مناخ المدينة معتدل لطيف. فهي ليست على شاطىء البحر المتوسط بل قريبة منه بنيت عليها نسيم البحر صيفاً فللطف درجة حرارتها التي يقع متوسطها السنوي 19 درجة مئوية. ويخفف بعد المدينة عن الشاطىء من رطوبة الجو أثناء فصل الشتاء. ويعد شهر كانون الثاني أبرد شهور السنة آب أحرها.
تهطل على المجدل أمطار شتوية ويقع متوسطها السنوي أكثر من 420 مم. ويتركز نصف هذه الكمية في شهري كانون الأول وكانون الثاني. وتساعد هذه الكمية على نجاح الزراعة البعلية حول المدينة.
تتوافر المياه الجوفية في منطقة المجدل. وقد حذر السكان خلال فترة الانتداب مئات الآبار* واستغلوا مياهها العذبة لأغراض الشرب وري بساتين الخضر والفواكه وبيارات الحمضيات. وفي المنطقة الشاطئية المحاذية للبحر استفاد المزارعون من مياه المواصي في ري أحواض الخضر (والمواصي حفر في الرمال استخرج منها المياه الجوفية من أعماق قليلة).
ب- النشأة والتطور: المجدل بلدة كنعانية كانت تعرف باسم “مجدلجاد” نسبة إلى “جاد” أو “جد” أنه الحظ والنصيب عند الكنعانيين (جد بالعربية: الحظ). وقد تغير اسم مجدل جاد إلى المجدل قبل القرن الرابع الميلادي، فالمؤرخ المسيحي يوسبيوس* Eusebius أسقفت قيسارية (260-340م) والقديس جيروم*Jerome الذي نزل بيت لحم* سنة 386م ذكرا أن البلدة كانت تدعى في زمانهما باسم مجدل.
لم تكن المجدل في أي وقت من تاريخها مدينة كبيرة بل ظلت طوال القرون قرية صغيرة تجتمع بيوتها حول بئر تدعى “بئر رومية” وتقع وسط البلدة. وكانت المنازل الأولى التي بنيت حول البئر هي نواة البلدة التي تمت ببطء ولم يتجاوز عدد سكانها في أواخر العصر العثماني بضعة آلاف نسمة. وقد دارت حروب كثيرة حول المجدل بين المسلمين والصليبيين واحتلت ودمرت أكثر من مرة، ولكنها في النهاية كانت تبعث من جديد لتواصل حياتها.
وفي عصر المماليك* كان للمجدل نصيب من نشاطهم العمراني الواسع فبني فيها آخر القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) مسجد يعد أهم مشاهدها التاريخية. وقد قام على أعمدة رخامية على غرار مسجد غزة الكبير، وكان له مئذنة جميلة عالية مثمنة الأضلاع. وأما بانيه (سنة 700هـ/1300م) فالأمير المملوكي سيف الدين سلار الذي كان من مماليك السلطان قلاوون وتوفى في عهد ابنه الناصر محمد فأصبح نائباً للسلطنة. وعلى باب المسجد النقش التالي: “بسم الله الرحمن الرحيم. إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله وباليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله. فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين. أمر بإنشاء هذا الجامع المبارك ابتغاء لوجه الله ورضوانه وطلب الآجر والثواب المقسر العالي المولوي الأميري الكبيري السيفي سيف الدين سلار كافل المماليك الشريفة آجره الله وأرضاه وذلك في تاريخ شهر المحرم سنة سبعماية. فرحمه الله ورحم من ترحم عليه ورحم جميع المسلمين”.
ويبدو أن المسجد كان مركزاً لحركة علمية في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) وما تلاه من القرون. فقد ذكر السخاوي في “الضوء اللامع” أسماء عدد من العلماء المجدلين في القرن التاسع منهم ابراهيم بن رمضان البرهان المجدلي البصير، وأحمد بن عامر الشهاب المجدلي الشافعي ويعرف بكنانة، والمقرىء عبد الله بن خلد، وشمس الدين محمد بن موسى المعروف بابن أبي بيض، وجمال الدين بن حنون القاضي (رَ: الجوامع والمساجد).
درس على هؤلاء العلماء المجدلين أخوان عالمان شهيران مجدليا الأصل أحدهما أحمد بن عبد الله بن محمد بن داود بن عمرو بن علي ابن عبد الدائم الشهاب أبو العباس الكناني الأصل المجدلي المقدسي الشافعي الواعظ، ويعرف بأبي العباس المقدسي. وقد ولد سنة 809هـ/1406م بالمجدل ونشأ بها وقرأ القرآن وتلاه تجويداً وحفظ المنهاج وألفية ابن مالك والمنطق والياسمينة في الجبر والضيافة. ثم انتقل من بلده إلى غزة فالرملة فالقدس فالشام فالقاهرة فمكة فحاور وتفقه وقرأ العربية والحديث. وقدم القدس فولي الإعادة بالصلاحية بالقدس والتصدير بالمسجد الأقصى* وتوفي في سنة 870هـ/1465م.
والأخ الثاني هو خليل بن عبد الله بن محمد الكناني العسقلاني الأصل المجدلي المقدسي الشافعي. وقد تفقه وسمع الدروس في المجدل فدمشق وطرابلس والقاهرة التي ناب فيها بالقضاء ليستقل فيما بعد قضاء نابلس. ثم استقر في قضاء القدس ومشيخة المدرسة الصلاحية فيها وجاور بمكة سنة 898هـ/1492م وتوفي فيها في السنة نفسها.
وهناك في المجدل عدد من المزارات الإسلامية منها ضريح الشيخ نور الظلام في وسط البلدة قرب الجامع الكبير، وضريح الشيخ عوض. وهو مسجد مقام على شاطىء البحر. وضريح الشيخ سعيد. وضريح الشيخ محمد الأنصاري، وضريح الشيخ محمد العجمي.
وقد نشأت في المجدل منذ عدة قرون عادة الاحتفال بموسم وادي النمل. ويشبه هذا الموسم المواسم الأخرى التي نشأت في فلسطين في عهد المماليك كموسم النبي موسى في القدس وموس النبي صالح في الرملة. ويتفق هذا الموسم في تاريخه مع هذه المواسم التي تقام في لبنان من كل سنة. وفي هذا الاحتفال يخرج الناس يوم الثلاثاء إلى البحر للنزهة، ويذهبون في اليوم الثاني في موكب حافل إلى وادي النمل تحت سور عسقلان الشرقي، ثم يزورون ظهراً مقام الحسين ويعودون عند الغروب إلى المجدل، وينتهي الاحتفال يوم الحسين. ويعتقد بعض المؤرخين أن الاحتفال بموسم وادي النمل يعود تاريخه إلى موسم “خميس العهد” الذي كان يحتفل به الفاطميون* قبل عيد المسيح بثلاثة أيام.
كانت المجدل بلدة متواضعة في العهد العثماني وأصبحت في نهاية ناحية تشرف على مجموعة القرى المجاورة لها. وقد شهدت نهضة صناعية منذ أوائل القرن الحالي وتجلى تقدمها الزراعي والصناعي في رواج الحركة التجارية فيها. ومن الطبيعي أن يزيد عدد سكانها زيادات كبيرة نتيجة بالزيادة الطبيعية من جهة، ولاستقرار بعض السكان من القرى المجاورة فيها من جهة ثانية. وتشير الأرقام إلى أن عدد سكان المجدل تضاعف بين عامي 1930 و1945. وقدر عدد سكانها في عام 1948 بنحو 13.000 نسمة. وقد قررت سلطة الانتداب في أواخر عهده جعل المجدل مركزاً لقضاء جديد تم اقتطاعه من قضاء غزة. ولكن أحداث عام 1948 حالت دون تنفيذ القرار.
ظهر أثر نشاط سكان المجدل في زيادة انتاجهم الاقتصادي وارتفاع دخلهم السنوي وتحسن مستويات معيشتهم. ومن الطبيعي أن يواكب نمو السكان وتحسن أوضاعهم الاجتماعة والاقتصادية نمو عمراني كانت البلدية تشرف على تنظيمه. ويشير المخطط الهندسي للمجدل إلى أن المستطيل هو الذي اعتمد لتصميم المدينة. فوسطها الذي يضم سوقها الرئيسة يتكون من شارعين رئيسين متعامدين توازيهما الشوارع الأخرى المتعامدة بشكل شطرنجي. ويصبح من الامتداد العمراني للمدينة له يتخذ شكل المحاور على طول الطرق المؤدية إليها. ولا سيما في الجهة الجنوبية على الطريق إلى قرية بربرة*. وقد اتسعت المدينة في أواخر فترة الانتداب فبلغت مساحتها 1.346 دونماً منها 200 دونم للطرق والأودية. وشيدت مبانيها من الطوب واللبن والاسمنت والحجر. وكان اقبال الأهالي على البيوت الاسمنتية وتركهم بيوت اللبن دليلاً على تحسن مستويات معيشتهم.
وفي أواخر عام 1948 احتل اليهود المجدل وطردوا سكانها العرب من بيوتهم وأحلوا محلهم عائلات يهودية مهاجرة. ولم يكتف اليهود بذلك فغيروا معالم مدينة عسقلان التاريخية في الجزء الغربي من المجدل بإقامتهم المباني الحديثة على أراضي المجدل وأراضس قرى نعليا* والجوزة والخصاص*، ووسعوا مياه عسقلان على البحر المتوسط فأصبحت رقعة مدينتي المجدل وعسقلان العمرانية واسعة. واتصلتا فأصبحتا مدينة واحدة أطلقت عليها (إسرائيل) اسم عسقلان ومحت اسم المجدل من الوجود. وفي عام 1973 قدر عدد سكان مدينة عسقلان بنحو46.200 نسمة ووصل عام 1983 إلى 52.900 نسمة وارتفع في عام 2001 فبلغ 100.700 نسمة.
ج- التركيب الوظيفي: المجدل مدينة زراعية لوقوعها وسط محيط زراعي كثيف. وتبلغ الأراضي التابعة للمجدل 42.334 دونماً لا يملك اليهود منها شيئاً. وتزرع الحبوب والخضر والأشجار المثمرة في جزء كبير من هذه الأراضي. وتشغل بيارات الحمضيات مساحة واسعة من الأراضي المزروعة تتلوها كرم العنب وأصناف الفواكه الأخرى كالتين والخوخ والبرقوق والتوت والميز وغيرها.
والمجدل أيضاً مدينة صناعية فهي من أشهر مدن فلسطين في صناعة الغزل والنسيج. وقد اكتسبت شهرتها في الصباغة والنسيج منذ أيام الصليبيين. وتعتمد صناعة النسيج فيها على الأنوال اليدوية التي بلغ مجموع العاملة منها في المدينة عام 1945 نحو 800 نول. وفي أواخر الانتداب أدخلت بعض الأنوال الآلية. ويعود الفضل في إدخال صناعة النسيج إلى مدينة غزة إلى سكان المجدل الذين هاجروا إلى غزة عام 1948.
وكان قسم من سكان المجدل يعتمدون في معيشتهم على التجارة*، ولا سيما تجارة الأقمشة المصنوعة محلياً وتجارة المنتجات الزراعية. هناك بعض كبار التجار الذين كانوا يستوردون البضائع من خارج فلسطين ويبيعونها في أسواق المدينة والقرى المجاورة. ويميل كثير من تجار المجدل إلى التنقل ببضائعهم خارج أسواق المدينة لعرضها في أسواق المدن والقرى العربية المجاورة.
وبالإضافة إلى الوظائف السابقة كانت المجدل تؤدي وظائف أخرى كالوظيفة السياحية (رَ: السياحة) والوظيفة التعليمية والوظيفة الإدارية. فقد اعتاد السياح منذ القديم زيارة الأماكن الأثرية والتاريخية والأضرحة والقبور في المدينة وحولها. وحظيت في أواخر فترة الانتداب نهضة تعليمية بدت في ارتفاع المستويات الثقافية لسكان المدينة. إلى جانب المدارس الابتدائية والمتوسطة للذكور والإناث كان في المجدل مدرسة ثانوية للبنين ضمت مئات التلاميذ من أبنائها وأبناء القرى المجاورة. وتمثلت الوظيفة الادارية في بعض الدوائر الحكومية التي كانت تقدم خدماتها لسكان المجدل والقرى التابعة لها. وقد اشتملت المجدل على مستشفى وبعض العيادات الصحية التي ساهمت وتحسين أوضاعها الصحية.
وظائف عسقلان الحالية متعددة تأتي على رأسها الوظيفة الصناعية والوظيفة البحرية. وقد قامت صناعات كثيرة في عسقلان إلى جانب صناعة السياحة والصيد (رَ: الصناعة). كما أن حركة ميناء عسقلان لا تنقطع، فهو بمستقبل عشرات البواخر وناقلات النفط التي تشحن النفظ المكرر من الميناء إلى أوروبا.
المراجع:
- مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج4، ق2، وج6، ق2، بيروت 1966 و1974.
- أحمد سامح الخالدي: أهل العلم والحكم في ريف فلسطين، عمان 1968.
- محمود العابدي: الآثار الإسلامية في فلسطين والأردن، عمان 1973.
- السخاوي: الضوء اللامع، القاهرة 1353-1355هـ.
- Meistermann Barnabas: Guide to the Holy Land, London
- The World Gazetteer, Current population for cities and Towns of Israel (Internet).