ناضل العرب للتحرر من الحكم العثماني. وكان تشكيل الأحزاب والجمعيات السرية والعلنية من الوسائل التي استخدمها المثقفون والوطنيون العرب لتحقيق أهدافهم. وكانت هذه المنظمات، سواء ما كان منها في الأقطار العربية أو في تركيا أو في المهاجر، تضم العرب من مختلف الأقطار، ومنهم فلسطينيون كثيرون كانوا يعملون مع بقية اخوانهم العرب من أجل التحرر والاستقلال ضمن اطار الوحدة السورية في حدود سورية الطبيعية.
تنادى الطلبة وأبناء الجالية العربية في باريس إلى عقد اجتماع قرروا فيه دعوة الأحزاب والجمعيات العربية في الوطن والمهجر إلى عقد مؤتمر عربي عام في باريس وتكليف جمعية العربية الفتاة* الدعوة إلى هذا المؤتمر وتشكيل لجنة تحضيرية للاعداد له.
انعقد المؤتمر في باريس يوم 8/6/1913 وحضره ممثلو الأحزاب والجمعيات والجاليات العربية. وكان عوني عبد الهادي* من الفلسطينيين الذين حضروا المؤتمر، وقد انتخب عضوا في اللجنة التحضيرية ثم في اللجنة الادارية.
اتخذ المؤتمر في جلسته الختامية يوم 21/6/1913 عدة قرارات منها مطالبة الحكومة العثمانية بضمان تمتع العرب بحقوقهم السياسية، والاشتراك في الادارة المركزية للمملكة اشتراكاً فعلياً، وبأن تكون في كل ولاية عربية ادارة لا مركزية.
وقد تظاهرت الحكومة العثمانية بقبول هذه المطالب، ولكنها اتخذتها من الناحية العملية حجة ضد زعماء المؤتمر فلاحقتهم وعاقبت من طالته بيدها منهم وعملت على شق صفوفهم والقضاء على حركتهم.
المؤتمر العربي – البريطاني: رَ: لندن (مؤتمر – 1939)