كان المؤتمر الدولي لحقوق الانسان الذي عقد بين 22/4 و13/5/1968 في طهران أول مؤتمر دولي يجري تنظيمه على نطاق عالمي لبحث مسألة حقوق الانسان من جميع جوانبها. وقد دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى انعقاد هذا المؤتمر في دورتها العشرين (القرار رقم 2081 بتاريخ 12/12/1965) ليكون واحداً من أوجه النشاط الرئيسة للسنة الدولية لحقوق الانسان التي تقرر أن تكون عام 1968، وذلك بموجب قرار الجمعية العامة رقم 1961 (الدورة -18) المؤرخ في 12/12/1963.
وقد تحددت للمؤتمر ثلاثة أهداف رئيسة هي:
1) تقويم التقدم في مجال حقوق الانسان منذ صدور الاعلان العالمي لها عام 1948.
2) تقويم فعالية الأساليب التي تستخدمها الأمم المتحدة في ميدان حقوق الانسان، وبشكل خاص فيما يتعلق بالغاء كل أشكال التمييز العنصري وسياسة الاضطهاد العنصري وممارساتها.
3) صياغة واعداد برنامج بالتدابير الاضافية التي ستتخذ بعد الاحتفال بالسنة الدولية لحقوق الانسان.
وافقت الجمعية العامة في قرارها رقم 2217 (الندوة -21) في 19/12/1966 على دعوة الحكومة الايرانية المؤتمر إلى الانعقاد في طهران. وحضر المؤتمر ممثلون عن 84 دولة، وثلاث هيئات تابعة للأمم المتحدة، وأربع وكالات متخصصة، وأربع منظمات اقليمية حكومية، بالاضافة إلى 48 منظمة غير حكومية.
وكانت الجمعية العامة قد أقرت في دورتها الثانية والعشرين (1967) جدول أعمال المؤتمر. غير أن هذا أضاف إلى جدول أعماله بنداً جديداً عنوانه “احترام وتطبيق حقوق الانسان في الأراضي المحتلة”. وقد جاءت هذه الاضافة بناء على اقتراح قدمته وفود الأردن وسورية ومصر. ونظراً لأهمية هذا البند (البند12 في جدول أعمال المؤتمر) فقد بحثه المؤتمر في اجتماع عام.
أقر المؤتمر اعلان طهران وعددا من القرارات التي تعالج موضوعات شتة. وأحال المقترحات الأخرى التي لم يتمكن من استكمال مناقشتها على أجهزة الأمم المتحدة المعنية لدراستها.
انصب قرار المؤتمر رقم 1 الذي صدر في أعقاب الجلسة العامة بتاريخ 7/5/1968 على قضية فلسطين. وقد أخذ في الاعتبار الاعلان العالمي لحقوق الانسان، ولا سيما المبدأ الذي تضمنه هذا الاعلان بحق كل فرد في العودة إلى بلده، واتفاقية جنيف بتاريخ 12/8/1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
وكان من الطبيعي وقد انعقد المؤتمر في أعقاب العدوان الإسرائيلي عام 1967 أن يضع نصب عينيه قرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن. ولذلك ذكر القرار رقم 1 بقرار مجلس الأمن رقم 237 (1967) وقرار الجمعية العامة رقم 2252 (الندوة الاستثنائية الطارئة-5) الذين طلباً من حكومة (إسرائيل) تسهيل عودة السكان الذين فروا من المناطق التي جرت فيها العمليات الحربية منذ نشوب الحرب (رَ: حرب 1967). كما ذكر بالقرارين رقم 2253 ورقم 2254 الذين صدرا في الندوة نفسها ودعت الجمعية العامة فيهما (إسرائيل) إلى الغاء جميع الاجراءات التي اتخذتها بشأن القدس والامتناع فورا عن اتخاذ أي اجراء من شأنه أن يغير وضع هذه المدينة. وأبدى المؤتمر أسفه لعدم قيام (إسرائيل) بتنفيذ ذلك.
وكان أمام المؤتمر كذلك قرار لجنة حقوق الانسان رقم 6 (الندوة -24) الذي يؤكد “حقوق السكان الذين غادروا ديارهم منذ نشوب القتال في الشرق الأوسط في العودة، وأن على الحكومة المعنية اتخاذ الاجراءات الضرورية لتسهيل عودتهم إلى ديارهم دون تأخير”. وكانت أمامه أيضا البرقية التي بعثتها اللجنة المذكورة يوم 8/3/1968 إلى حكومة (إسرائيل) ودعتها فيها “إلى الكف فوراً عن أعمال هدم منازل السكان المدنيين العرب الذين يقطنون المناطق الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي”.
انطلاقاً من كل ما سبق عبر المؤتمر في القرار رقم 1 المذكور “عن قلقه العميق لانتهاك حقوق الانسان في الأراضي العربية المحتلة نتيجة لحرب حزيران 1967” ودعا “حكومة اسرائيل إلى الكف فوراً عن أعمال هدم منازل المدنيين العرب القاطنين في المناطق التي تحتلها إسرائيل، واحترام وتنفيذ الاعلان العالمي لحقوق الانسان واتفاقيات جنيف سابقة الذكر وتطبيقها في الأراضي المحتلة”.
كما أكد المؤتمر “الحقوق غير القابلة للتصرف للسكان المدنيين الذين تركوا ديارهم نتيجة لنشوب القتال في الشرق الأوسط في العودة واستئناف حياتهم الطبيعية واستعادة ممتلكاتهم والانضمام إلى عائلاتهم”.
وطلب المؤتمر من الجمعية العامة تعيين لجنة خاصة للبحث في انتهاكات حقوق الانسان في الأراضي التي تحتلها (إسرائيل). وطلب من لجنة حقوق الانسان مواصة الاهتمام بهذا الموضوع.
وقد تبنى المؤتمر هذا القرار بأغلبية 42 صوتاً مقابل 5 أصوات وامتناع 25 صوتاً. وكانت الولايات المتحدة و(إسرائيل) من بين الدول التي صوتت ضد هذا القرار.
المراجع:
– دائرة الاعلام بالأمانة العامة للأمم المتحدة: المؤتمر الدولي لحقوق الانسان، الوثيقة رقم 1236 OPI.
– مؤسسة الدراسات الفلسطينية: قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين والصراع العربي – الاسرائيلي (1947 -1974)، بيروت 1975.
المؤتمر الدولي للمعلمين:
رَ: التضامن الآسيوي – الأفريقي (منظمة -)