انعقد في القدس بين 7و17/12/1931 وضم مفكرين وزعماء وعلماء دين مسلمين من أقطار شتى. وقد بين الحاج محمد أمين الحسيني* في صحيفة السياسة القاهرية أن المؤتمر ينعقد “للبحث في نشر أساليب التعاون الاسلامي ونشر الثقافة الاسلامية والدفاع عن البقاع المشرفة الاسلامية، والعمل لوقاية الدين الاسلامي وصياغة عقائده من شوائب الالحاد، وتأسيس جامعة اسلامية في بيت المقدس، والنظر في قضية الخط الحديدي الحجازي”.
وقد تشكلت لجنة تحضيرية للمؤتمر ترأسها الحاج محمد أمين الحسيني الذي تولى الدعوة إلى المؤتمر.
وقد أثار المؤتمر آنئذ في فلسطين معارضة كتلة راغب النشاشيبي* المناولة للحاج أمين الحسيني وكتلته.
حضر المؤتمر مندوبون من تركستان الصينية والحجاز وبرقة وطرابلس الغرب ولبنان واليمن وتركيا وتونس وجاوا والجزائر والاتحاد السوفياتي وسورية وسيلان وشرق الأردن والعراق وايران وفلسطين وقضايا ومصر والمغرب الأقصى ونيجيريا والهند ويوغسلافيا واوغنده وعدن وألبانيا ووفد من عرب أمريكا.
عقد المؤتمر سبع عشرة جلسة انتهت إلى اصدار دستور تضمن استمرار المؤتمر وانعقاده دوريا وانشاء تشكيلات قوية له في الأقطار الاسلامية. وقد صدرت عنه القرارات التالية:
1) الدستور: يعقد مؤتمر دوري عام لجميع المسلمين في بقاع الأرض يسمى “المؤتمر الاسلامي العام” وغايته:
(1) تنمية التعاون بين المسلمين.
(2) حماية المصالح الاسلامية وصيانة للمقدسات والبقاع المشرفة من كل تدخل أو سيطرة.
(3) مقاومة الحملات التبشيرية.
(4) انشاء جامعات ومعاهد علمية تعمل على توحيد الثقافة الاسلامية.
(5) النظر في الشؤون الاسلامية الأحرى.
2) الدعاية والنشر: تأسيس مكتب رئيس الدعاية غايته نشر الدعاية لمقاصد المؤتمر الاسلامي العام في أنحاء العالم. ويقيم هذا المكتب مكاتب فرعية للدعاية. ويتوسل إلى غرضه بالمجلات والخطب والمحاضرات والكتب والمدارس والتمثيل والسينما والتصوير.
3) المالية والتنظيم: وينتخب المؤتمر لجنة خاصة تطوف على جميع الملوك والأمراء والعظماء والأثرياء المسلمين لجمع التبرعات، ويسمى الذين يتبرعون بمبالغ وافية “حماة المسجد الأقصى*”، وتنفش أسماؤهم في لوحات تعلق في هذا المسجد.
4) الثقافة وجامعة المسجد الأقصى:
(1) انشاء جامعة اسلامية عليا في القدس “تفي بحاجة المسلمين في دينهم ودنياهم” وتسمى “جامعة المسجد الأقصى الاسلامية”.
(2) عمل معجم للغة القرآن الحكيم تذاكر فيه المصطلحات العلمية والفنية الحديثة وتشرح الكلمات.
5) السكة الحديدية الحجازية:
(1) ان الخط الحديدي الحجازي، وفروعه، قد أنشىء بأموال المسلمين واعاناتهم تسهيلاً لأداء فريضة الحج الشريف، وهو وقف اسلامي (2) يخول المؤتمر الاسلامي لجنة التنفيذية حق العمل من أجل استرداد أقسام هذا الخط المغتصبة، وتوحيد أجزائه، وتشغيله من قبل هيئة اسلامية عليا.
6) الأماكن المقدسة والبراق:
(1) مقاطعة جميع المصنوعات الصهيونية في جميع الأقطار الاسلامية.
(2) تأسيس شركة زراعية كبرى في فلسطين يشترك فيها العالم الاسلامي وتكون غايتها انقاذ أراضي المسلمين في فلسطين.
(3) تنبيه علماء المسلمين ورؤساء حكوماتهم وذوي الرأي منهم إلى خطر الصهيونية على فلسطين ومقدسات المسلمين فيها وعلى البلاد الاسلامية التي تجاورها.
(4) اعلان استنكار قرار لجنة البراق الدولية (ر: حائط البراق، لجنة) لأنها أعطت اليهود الحق في استخدام حائط البراق خلال الأعياد العبرية، والاستمرار في الاحتجاجات ضد الهجرة الصهيونية* وضد السماح ببيع الأراضي لليهود، مع احتفاظ فلسطين بحق تقرير مصيرها بنفسها.
(5) استنكار أعمال السماسرة الذين يساعدون اليهود على اخراج الأراضي من حوزة المسلمين الفلسطينيين.
7) الدعاية والارشاد: تؤلف “جمعية الدعوة والارشاد الاسلامية” لنشر الهداية الاسلامية وتوثيق عرى الوحدة والاخاء بين المسلمين ومقاومة الالحاد والدفاع عن الاسلام.
أقر المؤتمر المقترحات التالية التي قدمت إليه:
1) استنكار كل أنواع الاستعمار في أي قطر.
2) شكر مسيحيي فلسطين وشرق الأردن على عواطفهم التي أبدوها نحو المؤتمر، وتحية المؤتمر العربي الأرثوذكسي التالي المنعقد في يافا.
انتخب المؤتمر لجنة تنفيذية له ترأسها الحاج محمد أمين الحسيني، كما انتخب مكتبا دائما مؤلفا من ثلاثين عضوا من زعماء الأقطار الاسلامية وسمى صلاح الدين الطباطبائي (من ايران) أميناً عاماً له، واتخذ القدس مقراً له.
المراجع:
- محمد عزة دروزة: الحركة العربية الحديثة، صيدا 1950-1951.
- عيسى السفري: فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية، يافا 1937.
- عبد العزيز الثعالبي: خلفيات المؤتمر الاسلامي بالقدس، بيروت، 1988.
- محمد علي الطاهر: نظرات الشورى، القاهرة، 1932.