شكلها الحزب العربي الفلسطيني* عام 1946م لتكون جناحاً رسمياً له. وكان رئيس الحزب هو الرئيس الأعلى “للفتوة”، وقائدها العام هو كامل عريقات*. وقد ضمت الفتوة عدداً كبيراً من الشباب بصفتها امتداداً للحزب العربي، وقسمت تشكيلاتها إلى أربعة وعشرين قسماً بحيث يشمل كل قسم منطقة (قضاء) وهي: القدس* ورام الله* وأريحا* وبيت لحم* والخليل* وبئر السبع* وغزة* والمجدل* وخان يونس* والفالوجة* والرملة* واللد* ويافا* وقلقيلية* وطولكرم* وجنين* ونابلس* وبيسان* وسمخ* وطبريا* وصفد* والناصرة* وعكا* وحيفا*. وانتخب مجلس أعلى يمثل المناطق، وتألف مكتب المنظمة من خمسة أعضاء ينتخبون من المجلس الأعلى.
ارتدى الزي الرسمي للفتوة ثلاثة آلاف وخمسمائة عضو، وكان بعضهم من الذين استقالوا من النجادة* وهذا مما جعل النجادة تبحث عن حل لهذا الصراع الذي قد يقضي في النهاية على المنظمتين، فأرسلت وفدا لمفاوضة جمال الحسيني، ولم يسفر التفاوض عن نتيجة وبدأت عملية البحث عن حلول على صعيد أعلى باشراف المفتي في مصر، فاستدعى محمد نمر الهواري، وتقرر دمج المنظمتين في منظمة واحدة يطلق عليها “منظمة الشباب”، وعين المفتي لجنة ثلاثية من رفيق التميمي واميل الغوري* ومحمد نمر الهواري لدراسة الموضوع ووضع الترتيبات واتجهت عملية التوحيد تحت شعار: “لا حزبية ولا طائفية ولا عائلية”، واتفق الأعضاء الثلاثة على أن تكون المنظمة تحت رئاسة سماحة المفتي، وهو الذي يعين القائد العام.
اختلف الأعضاء حول التنمية الجديدة، فقد كان شباب النجادة يتمسكون باسم منظمتهم لأسباب قانونية ومادية ومعنوية، وشرحوها في رسالة بعثوا بها إلى المفتي. وسعت الهيئة العربية العليا* إلى تغطية الخلافات بإرسال وفد مشترك من الفتوة والنجادة إلى القاهرة ليشارك في “مهرجان الشعلة”، الذي شاركت فيه وفود من سورية ولبنان. وفي صباح يوم 11 شباط/ فبراير 1947م أشعل المفتي شعلة شباب فلسطين وسلمها لهم. وانتشرت أخبار “مهرجان الشعلة” في فلسطين، وعاش الشباب على أمل تحقيق الوحدة الوطنية بين قادتهم، وقد تحققت فعلاً، ولكن على الصعيد الرسمي فقط، وصدر بيان رسمي بتوقيع القائد العام للفتوة والقائد العام للنجادة وفيه الولاء التام للهيئة العربية العليا ولرئيسها، وفيه الموافقة على دمج المنظمتين في منظمة واحدة هي “منظمة الشباب العربي”. وأما على الصعيد العملي فقد تحولت المنظمتان إلى ثلاث منظمات.
حاولت الهيئة العربية العليا أن تتجاوب مع أماني الشباب في التدريب العسكري، فاتفقت مع الضابط المصري المتقاعد محمود لبيب ليقوم بمهمة تدريب شباب المنظمة، إلا أن سلطات الانتداب أصدرت أمراً بطرده من البلاد حالما عرفت بمهمته. ولم تلق منظمة الشباب العربي الجديدة الرعاية الكافية، ولم تلتزم الفتوة والنجادة عملياً بقرار الحل والاندماج، فسارت الأمور من ضعف إلى ضعف، ولم يتطور التدريب العسكري إلى أكثر من تدريب سطحي.
المراجع:
- بيان نويهض الحوت: القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917 – 1948م، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1981م.
- عزة دروزة: حول الحركة العربية الحديثة ج4، المكتبة العصرية، صيدا، 1951م.
- منظمة التحرير الفلسطينية – مركز الأبحاث، مذكرات حسين فخري الخالدي الخاصة المحفوظة في بيروت.